رئيس التحرير
عصام كامل

بعد دعوات تغيير طقس التناول.. كيف تواجه الكنيسة الكورونا؟

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني

انتشرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، لتغيير طقس التناول، - أحد الأسرار  بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كإجراء وقائي، بعد الحديث المتزايد عن انتشار فيروس كورونا، خاصة أن الجميع في الكنيسة يتناول من نفس الكأس. 

ويرى البعض أن التناول وهو أحد الأسرار المقدسة بالكنيسة، لا يمكن أن يكون سببا للمرض أو الموت، بل إنه مصدر للحياة، ولشفاء الروح والجسد معا، فيما عزز بعض المطالبين بإعادة النظر في قضية التناول رأيه بأنه ضروري في ظل تفشي الفيروس وسهولة انتقاله، شرط أن لا يخل بصلب السر المقدس. 

الباحث القبطي كمال زاخر أكد في تدوينة على حسابه الشخصى على أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتاج إلى اجتماع طارئ لمجمع أساقفتها للتدبر في أمر طقس التناول تحسباً ودرأً لمخاطر فيروس كورونا. 

وتباينت ردود الفعل حول عرض "زاخر"، حتي إنه تعرض لهجوم من قبل الرافضين لفكرة أن التناول من الممكن أن ينقل العدوة، بل ورحب آخرون بالفيروس المنقول عن طريق التناول، خاصة أن الإيمان المطلق لديهم هو أن التناول للشفاء وليس المرض. 

بعض الكنائس اتخذت تدابير وقائية بعد ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا، وأعلنت إيباراشية اليونان للأقباط الأرثوذكس عن اتخاذ مجموعة من الاجراءات والتدابير يتم اتباعها خلال صلوات القداس الإلهي بعد اكتشاف حالات إصابة بفيروس كورونا في اليونان.

وقال الأنبا بافلوس أسقف اليونان – في رسالة وجهها إلى شعب الإيبارشية -  أحبائى شعب إيبارشية اليونان، نظرا لاكتشاف حالتين كورونا فى أثينا وحالة في تسالونيكى، فستتخذ الكنيسة احتياطات واجبه تجاه ذلك.

وأضاف أنه لن تكون هناك لفافات توضع على الفم بعد التناول، وعلى كل فرد أن ياتى بلفافة خاصه به وحده، يضعها في جيبه ويستعملها هو وحده.

وتابع قائلا، كما لن تكون هناك أغطية لرؤوس السيدات في الكنيسة وبالتالي على كل سيدة أن تهتم باحضار ايشارب خاص بها وحدها.

وأشار أسقف اليونان إلى أنه لن تكون هناك أكواب لشرب المياه عقب التناول، وعلى كل متناول الاهتمام بأن تكون له زجاجة مياه خاصة للاستعمال الشخصي فقط، وأنه سيعمل بهذه التدابير اعتبارا من اليوم الخميس.

الكنيسة الرومانية أكد على أن الذين يخافون من أن تنقل طقوس الكنيسة العدوى، يمكن أن يتحولون إلى قاعدة طقسية جديدة لتلقِّي المناولة المقدسة لجميع المؤمنين. وأضافت أنه من أجل التغلب على الإستقطاب والجدل الذي يُضعِف الوحدة الأرثوذكسية، يجب تجنب الأحكام المتسرعة، ويجب علينا أن نعيد التأكيد بحزم على الإيمان الأرثوذكسي أن الإفخارستيا المقدسة ليست ولا يمكن أن تكون أبداً مصدراً للمرض والموت ، بل هي مصدر للحياة الجديدة في  المسيح، مغفرة الخطايا، لشفاء الروح والجسد، لهذا السبب، بينما يتناول المؤمنون فنحن نرنم: " تَقَبَّل جسد المسيح، تَذوَّق ينبوع الخلود".

وأعلنت انه لذلك، تبقى قاعدة توزيع المناولة المقدسة على رجال الدين والمؤمنين من الكأس المقدسة نفسها دون تغيير، وسيشرح الكهنة لجميع المؤمنين أن طريقة المشاركة في الإفخارستيا لم تشكل أبداً أي خطر ولن تكون، وسيتعيَّن على المؤمنين الذين ما زالوا خائفين من التناول من نفس الكأس المقدسة بنفس الملعقة، طلب الإرشاد من أبيهم الروحي لتقوية  إيمانهم.

 وفي حالة تقبيل الأيقونات المقدسة، لا يخاف المؤمنون الذين لديهم إيمان قوي و حَي من أنهم سيصابون بالمرض، لكنهم يستمتعون بالصلاة وبركة القديسين المُصوَّرة في الأيقونات...

من جانبه قال القس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن الكنيسة لم تصدر اية تعليمات بخصوص طقس المناولة كإجراء وقائي بعد انتشار فيروس كورونا، متمنيا أن يجنب الله مصر هذه التجربة. 

الجريدة الرسمية