"الإخوان" تؤسس حركة "الأطفال الشعبية".. تحقيقات نيابة أمن الدولة تكشف كواليس التجنيد والتدريب.. وإجهاض مخططات "حسم" السبب
«الأطفال في مرمى إرهاب الإخوان»، لكن هذه المرة لا تسعى الجماعة لصناعة «ضحايا جدد» ينضمون لسجلها الدموى الحافل، بل نفذت عمليات تجنيد للأطفال، وتحديدًا مَن هم دون الـ 14 عامًا، لينضموا إلى كتائبها المسلحة، بعدما استطاعت الأجهزة الأمنية على وجه التحديد والدولة المصرية مواجهة جميع خطط الجماعة الإرهابية، وإفشالها.
حسم الإرهابية
الضربات الاستباقية التي نفذتها الأجهزة الأمنية لـ«أذرع الإخوان الإرهابية»، ومن أبرزها حركة حسم، المسئول الأول عن جميع العمليات الإرهابية في مصر بعد ثورة 30 يونيو، دفعت قيادات «الإخوان» للبحث عن رافد جديد تغذى به جسدها الإرهابى.
ولهذا لجأت لإنشاء حركة جديدة مسلحة تتبعهم وتكون بديلة لحركة «حسم» ومنحتها مسمى «الحركة الشعبية»، ترتكز مهمتها على استقطاب الأطفال ممن هم دون الـ 14عاما، داخل المساجد وممن ترى فيهم الهوس الديني أو أطفال الجماعة الإرهابية.
التفاصيل
نيابة أمن الدولة كشفت تفاصيل حركة «الإخوان» الجديدة، بعدما ألقى القبض على مجموعة من الأطفال يبلغون من العمر 14 عامًا، في محافظات السويس والإسكندرية والبحر الأحمر، حيث تبيَّن من خلال التحقيق معهم كواليس الحركة الإرهابية الجديدة التي تعدها جماعة الإخوان.
وشرح الأطفال كيف تم تجنيدهم والأنشطة التي يعملون فيها وتدريبهم على حمل السلاح وصناعة القنابل، وكشف الأطفال أثناء التحقيقات أنهم من رواد المساجد، وبعضهم ليس لأهله علاقة بجماعة الإخوان الإرهابية، والبعض الآخر من أبناء الصف الثاني للجماعة، وأكدوا أنهم يذهبون للصلاة في المساجد مثلهم مثل مَن هم في أعمارهم، ويجلسون في حلقات الذكر وقراءة القرآن الكريم بعد صلاة العشاء.
وفي أحد الأيام وداخل المسجد كان يجلس رجل رأوا فيه الوقار، ذو لحية بيضاء، يختار مَن يدرِّس لهم وجميعهم أطفال أكبرهم يبلغ 14عامًا وأصغرهم 12عامًا، يعطيهم دروسًا دينية، وكان يكفر في دروسه الدولة والعاملين بها، مدعيًا أنهم لا يعملون بكتاب الله الكريم.
وبدأ في بث روح الكره والبغض لدى الأطفال تجاه الدولة، فكان يحرضهم على السير وراء الفتيات اللاتي لا تلبسن الحجاب الشرعي وقذفهن بالحجارة وأمرهن بلبسه، أو التعدي على أفراد الأمن والمجندين بالسباب، وأوضحوا أنهم يومًا تلو الآخر آمنوا بجميع أفكار هذا الرجل، وانصاعوا لأوامره، فذهب بهم إلى منطقة نائية بمحافظة السويس وأجلسهم مع شابين مفتولي العضلات.
التجنيد
بدأ تلقينهم دروسًا في كيفية استقطاب وتجنيد زملائهم للانضمام إليهم، وآخر علَّمهم كيفية تصنيع القنابل وعداد المولوتوف، وحمل السلاح، كما كشف الأطفال المضبوطون وعددهم 15 طفلًا، أن الجماعة نجحت في تجنيد العشرات من الأطفال في محافظات مختلفة، أبرزها السويس والإسكندرية والقاهرة والإسماعيلية.
وأرشدوا عن الشيخ الذي كان له الدور الأول في تجنيدهم، وأكد أنه من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وتلقى تعليمات شديدة اللهجة وصارمة من القيادات الهاربة في تركيا وقطر بإنشاء حركة مسلحة جديدة، بعد أن أصبحت «حسم» في عداد الأموات، لاستكمال مخططهم التخريبي في البلد، وأسموها الحركة الشعبية وأنشأوا له صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» لإيهام المواطنين والثوار بأن الحركة الجديدة امتداد لثورة 25 يناير، ولتتمكن من استقطاب الحركات اليسارية والاشتراكيين الثوريين لمساندتهم وكستار لنشاطهم الإرهابي.
كما أوضح أنه كُلف بتجنيد الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم الـ 14عامًا، حتى لا يشك فيهم الأمن، وإذا تم تكليف أحدهم بتنفيذ عملية إرهابية وضُبط يحاكم وفق قانون الطفل ولا يخضع لقانون الإرهاب، وأنه كان يستعد لتكليفهم بارتكاب أعمال انتحارية وإرهابية في الأماكن المزدحمة والقريبة من الأكمنة الأمنية، فضلًاعن تكليفهم بمساعدة المقاول الهارب محمد علي في أهدافه التخريبية داخل البلاد، وإنشاء صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» تحمل اسم «الحركة الشعبية» تبث فيديوهات قديمة من ثورة 25 يناير2011 على أنها حديثة، دعمًا للمقاول الهارب محمد علي، والترويج من خلالها للشائعات والأخبار الكاذبة لتشويه مؤسسات الدولة، ودحض أي مشروع تنموي وبث روح اليأس والاحتقان بين المواطنين.
وأكدت تحقيقات نيابة أمن الدولة أن الأطفال الذين تم تجنيدهم تم تكليفهم بتصوير فيديوهات وتمثيل أنهم تعرضوا للتعذيب على يد قوات الأمن، وبالفعل صوروا تلك المقاطع لكنهم لم ينجحوا في ترويجها بسبب القبض عليهم وكشفهم، حيث أكد الأطفال أنهم حصلوا على وعود من قيادات الجماعة في حال نجاحهم في تنفيذ مخططات جماعة الإخوان الإرهابية وإحداث حالة من الفوضى خاصة في يناير الماضي، كانوا سيسافرون إلى سوريا وليبيا للمشاركة في العمليات الإرهابية هناك.