حكم قراءة القرآن على غير طهارة؟.. الأزهر يجيب
حثت الشريعة الإسلامية أتباعها على مدوامة الذكر للمولى عز وجل في جميع الأحوال والأوقات نظرًا للثواب الجزيل الذي أعده المولى عز وجل للمحافظين على الذكر، ومن الأسئلة التى ترد في هذا الشأن هو "حكم قراءة القرآن على غير طهارة".
ومن جانبه أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن جمهور الفقهاء ذهبوا خلافًا للظاهرية إلى عدم جواز قراءة القرآن للجنب سواء أكان من المصحف أم من غيره فعن عَلِيٍّ _رضي الله عنه_ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ _صلى الله عليه وسلم_ يَقْضِي الْحَاجَةَ فَيَأْكُلُ مَعَنَا اللَّحْمَ، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَلَمْ يَكُنْ يَحْجِزُهُ، أَوْ يَحْجُبُهُ إِلا الْجَنَابَةُ"
وأشار المركز إلى أن الحائض والنفساء الجمهور يرى عدم جواز قراءتهما للقرآن الكريم قياسًا على الجنب، ولما ورد عَنْ رَسُولِ اللهِ _صلى الله عليه وسلم_ قَالَ: " لَا يَقْرَأُ الْجُنُبُ وَلَا الْحَائِضُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ" "أخرجه البيهقي في السنن الكبرى".
المفتي يوضح فضل رجب على بقية الشهور وحكم الصيام فيه | فيديو
وأضاف المركز أن المالكية ذهبوا إلى جواز قراءة الحائض للقرآن، كأن تقرأ من حفظها، أو من هاتفها، أو ما شابه؛ لأن الجنب جنابته بيده، وليست الحائض كذلك، بل أجازوا مس المصحف لها في حال التعلُّم والتَّعليم؛ لأنها قد تتضرر من عدم القراءة كأن يفوت عليها حفظ، أو تعلم القرآن الكريم، خاصة أن فترة الحيض تطول.
وانتهى المركز إلي القول بجواز للحائض أن تقرأ القرآن وتقلِّد مَن أجاز ذلك، خاصة إن كانت هناك ضرورة من حفظ وتعلم ومدارسة، ويجوز لها مس المصحف على رأي المالكية في حال التعليم والتعلم.
وأما غير المتوضئ فلا بأس بقراءته للقرآن، ولكن دون مسٍّ للمصحف؛ لأن مس المصحف يحتاج إلي طهارة، وهذا ما عليه جمهور الفقهاء، وقد أجاز بعض الفقهاء للمحدثِ حدثًا أصغر أن يمس المصحف، ولكن الخروج من الخلاف مستحب؛ لذا فالأولَى للمسلم إذا أراد أن يمس المصحف أن يتوضأ إذا أمكنه ذلك، خروجًا من الخلاف.