القوميون العرب يواجهون الإرهاب !
في ظل حالة من الإحباط واليأس مما يحدث داخل وطننا العربي منذ مطلع العام 2011 حيث هبت رياح الربيع العربي المزعوم، وبدلا من أن تكون نسائم ربيعية لطيفة منعشة، وجدناها رياحا وزوابع محملة بالأتربة التي تزكم الأنوف، وصيفا شديد الحرارة تحرق نيرانه كل من يتعرض لها.
وخلال أيام قليلة من الأحداث كنا قد تكشفنا حقيقة المؤامرة التى تتعرض لها أمتنا العربية، بهدف تقسيمها وتفتيتها من جديد -بعد التقسيم والتفتيت الأول في مطلع القرن العشرين- ضمن مرحلة جديدة من مراحل المشروع الاستعماري الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية واصطلح على تسمية هذه المرحلة بالشرق الأوسط الجديد.
وفي إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد قامت القوى الاستعمارية باستخدام آليات جديدة تماما في العمل على تقسيم وتفتيت أوطاننا ومن بينها تطوير آلية العنف والتطرف والإرهاب التي هى بالأساس صناعة استعمارية غربية نشأت مع الاستعمار القديم في مطلع القرن العشرين حيث احتضنت بريطانيا القوى الاستعمارية الكبرى في ذلك الوقت التنظيمات الإرهابية الوليدة داخل مجتمعاتنا المحتلة ومنها جماعة الإخوان.
اقرأ أيضا: 25 يناير خطوط تماس وخطوط فاصلة!!
حيث قامت أجهزة الاستخبارات البريطانية بدعم حسن البنا وتنظيمه الذي خرجت من تحت عباءته كل التنظيمات الإرهابية الحديثة فيما بعد، وخلال العقود الأخيرة ومع تبلور مشروع الشرق الأوسط الجديد وجدت القوى الاستعمارية الجديدة متمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية الوريث الشرعي للاستعمار الغربي أنه يمكنها استثمار هذه التنظيمات الإرهابية لتقسيم وتفتيت مجتمعاتنا العربية من الداخل دون الحاجة للتدخل العسكري المباشر، خاصة بعد خسائرها الباهظة في أفغانستان والعراق حين قررت السير وفق المنهج القديم.
ومع مطلع العام 2011 كانت قد عدت العدة وتم الاتفاق والتنسيق بين القوى الاستعمارية الغربية والتنظيمات الإرهابية لتعمل بالوكالة في تنفيذ أجندة المشروع التقسيمي والتفتيتي لمنطقتنا العربية، باستخدام ورقة الفتنة الطائفية والمذهبية والعرقية، حيث أشعلت هذه التنظيمات الإرهابية النيران بالداخل ودارت الآلة الإعلامية الغربية الجهنمية الجبارة لتغسل أدمغة الرأي العام العالمي وإيهامه بأن هناك ثورات شعبية داخل هذه المجتمعات العربية، ولابد من دعم هؤلاء الثوار من أجل إسقاط الأنظمة الدكتاتورية، وتحقيق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية لشعوب هذه الأوطان..
وتمكنت الآلة الإعلامية الغربية ومعها الآلة الإعلامية العربية العميلة من خداع الرأي العام داخل مجتمعاتنا بنفس الأمر، في الوقت الذي كانت القوى الاستعمارية الغربية تدعم وتجيش وتسلح الجماعات الإرهابية للاستيلاء على الحكم لتقوم بعد ذلك بعملية التقسيم والتفتيت التي تستهدفها في الأصل.
اقرأ أيضا: سوريا وإمكانية النهوض!
ورغم النجاح النسبي لمشروع الشرق الأوسط الجديد في مرحلته الأولى في مطلع العام 2011 حيث تمكن من إشعال النيران بالداخل العربي في تونس ومصر واليمن وليبيا وسورية إلا أن هذا النجاح لم يتمكن من الاستمرار طويلا، حيث تمكن الجيش المصري من إحباط وإفشال المخطط عبر مواجهة شرسة مع الوكيل الإرهابي، مما أجبر الأصيل الاستعماري الأمريكي على التراجع مؤقتاً عن مشروعه في مصر..
وفي ذات الوقت كانت المواجهة الشرسة والمعركة الكبرى والحرب الكونية بين الجيش العربي السوري والوكيل الإرهابي على كامل الجغرافيا العربية السورية، حيث نجح في إحباط وإفشال المخطط عبر معارك ما زالت مستمرة حتى اللحظة الراهنة في إدلب، واستطاعت سورية أن تقلب موازين القوى الدولية عبر تحالفها مع روسيا التي عادت من جديد كقوى عظمى بعد غياب عقدين كاملين عن الساحة الدولية.
ووقفت روسيا ومازالت مع سورية في حربها ضد الإرهاب المدعوم أمريكيا، لدرجة جعلت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصرح بأنه لن يترك معركة الإرهاب في سورية حتى لو وصلت الحرب إلى شوارع موسكو، وفي نفس الوقت يصرح وزير خارجيته سيرغي لافروف هذا الأسبوع أن القضاء على الإرهاب في إدلب آخر معاقل الوكيل الإرهابي على الأرض العربية السورية أمر حتمي، وهو ما سيجبر الأمريكي عن التراجع مؤقتاً عن مشروعه في سورية.
اقرأ ايضا: الحرب الباردة تتحول لنيران ستحرق العالم!
وفي ظل محاولات جيوشنا الوطنية التصدي للوكيل الإرهابي كان موقف النخب العربية مخزياً فهناك من قام بالانخراط في دعم الوكيل الإرهابي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وهناك من فضل الانسحاب من المعركة ولزم الصمت سواء بوعي أو دون وعي، وفي ظل هذه الأجواء الكئيبة والمحبطة على مستوى النخب العربية، يأتي من بعيد بصيص من الأمل عبر ضوء خافت في ظلام دامس، مجموعة من الشباب القومي العربي في المهجر يتحركون ويجوبون العالم شرقا وغربا في محاولة لتأسيس هيئة شعبية عالمية لمناهضة العنف والتطرف والإرهاب، لتكون صوتا مدويا مدافعا عن أوطاننا داخل أروقة المنظمات الدولية الرسمية وغير الرسمية.
ليقولوا للعالم أجمع أننا من وقف وتصدى للإرهاب، ونحن من تآمر الغرب الاستعماري على أوطاننا عبر الوكيل الإرهابي لتستمر عمليات سرقة ونهب ثروات شعوبنا المغيبة عمدا مع سبق الإصرار والترصد، فلهم كل التقدير والاحترام، اللهم بلغت اللهم فاشهد.