"حشيش" شاكوش!
لن نتكلم عن خامة صوت حسن شاكوش التي ربما تكون أفضل من مطربين آخرين.. ولا يعنينا إن أصر هو على أن يسجن نفسه في الأغنية الشعبية في خطأ وقع فيه الكثيرون مثله قبله، كان يمكنهم تجاوز هذا التصنيف..
ما يعنينا هو كيف في بلد يقول إنه يشن حربا واسعة ضد حروب الجيل الرابع وإنه في حالة إعادة بناء – ضمن التصدي لهذا النوع من الحروب- منظومة القيم كاملة كجزء من إعادة بناء الإنسان التي شهدت تراجعا كبيرا السنوات الأربعين التي تلت حرب أكتوبر، بعد اعتماد الانفتاح الاقتصادي الذي تحولت معه قوانين المجتمع من "الإنسان بعمله وشرفه" إلى "معاك قرش تسوي قرش"..
وتبدل كل شيء في حياة المصريين وأجبر الصراع الاقتصادي الكثيرين على السفر للخارج للبحث عن مكانة توفرها الأموال وليست الشهادة ولا المكانة الاجتماعية، ولا الانتماء العائلي الشريف والمشرف.. نقول كيف لبلد يخوض هذه الحرب وهذه المعركة الخطيرة المهمة أن تسمح الرقابة علي المصنفات الفنية فيه بأغنية تحوي ألفاظ "الخمرة" و"الحشيش" وايه؟ وباعتبارهما حلا قد يلجأ إليه بطل الأغنية!
اقرأ أيضا
لا المجلس القومي لأي شيء تحرك.. لا نقابة الموسيقيين انتبهت.. ولا صناديق وجمعيات ومراكز وهيئات محاربة الإدمان احتجت، ولا صفحات فنية هاجمت ولا أقلام نقاد كبار انتقدت، ولا محامي ممن يغضبون على ما يعتقدون أنه يسيء لوطنهم لجأوا للقضاء للبحث عن حل!
لماذا نغضب إذن من ارتفاع معدلات الإدمان؟! لماذا نغضب إذن من زيادة معدلات الجريمة؟ ولماذا نغضب إذن من تطور نوع الجريمة ووصلت إلى التوحش الكامل؟!
اقرأ أيضا
الثقافة السينمائية في تلفزيون مصر!
والسؤال: احنا بنعيد بناء الإنسان أم بنهدم ما تبقى منه؟ والإجابة الموجودة في الرد عن أسئلة أخرى: رئيس مصر في جانب ولا يساعده أحد في الجوانب الأخرى.. ولن يقوم الرئيس بأدوار الرقابة والنقابة والصحافة والمجالس العليا والمراكز المتخصصة! ونبقى في انتظار رؤية شاملة تحدد ماذا نريد. وما خطوات تحقيقه.. إنما بغير رؤية شاملة يخضع لها الجميع سنبقى هكذا.. رئيس منفردا يعمل ويبني وكثيرون يهدمون!