جامعات ترتدي النقاب
غريب جدا أمر رؤساء جامعات الأقاليم، الذين يرفضون تنفيذ حكم قضائي يحظر ارتداء النقاب على عضوات هيئات التدريس، ليس فقط لأنه يحرم الطلاب من التواصل معهن، إنما لأن النقاب يمثل أكبر إهانة للمرأة التي أصبحت تحتل أرفع المناصب في مصر، وفي العالم أجمع.
بينما ينظر إليها أصحاب الفكر المتخلف على أنها مصدر للإثارة، وأن ظهور وجهها يوقع الرجال في الخطيئة، وعندها تصدى رئيس جامعة القاهرة الأسبق جابر نصار لتلك الظاهرة دفاعا عن المرأة، وكان في الوقت نفسه يدافع عن سمعة الجامعات ودورها لنشر الفكر المستنير في المجتمع.
اقرأ أيضا: عندما يرحل الصغار!
عندما لجأت 80 جامعية من المنتقبات إلى القضاء اعتراضا على القرار، فقضت المحكمة برفض الطعن وتأييد القرار، وهو حكم تاريخى للمحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة.
ولم ينتظر الدكتور محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس صدور حكم قضائي جديد إنما استند إلى الحكم السابق وقرر حظر ارتداء النقاب على عضوات هيئات التدريس والعضوات المعاونة، بجميع كليات الجامعة ومعاهدها، وكذلك على الطبيبات وهيئات التمريض ومساعدتهن بالمستشفيات الجامعية، وما كان أحوج أن يتخذ رؤساء الجامعات الإقليمية مثل هذا القرار، الذي يحرك الواقع الثقافى المتدهور في كثير من الأقاليم، وبدلا من ذلك قدموا تفسيرات مستفزة لامتناعهم عن تنفيذ الحكم.
اقرأ أيضا : من ينقذ سكان مدينة نصر؟
الدكتور مجدى سبع رئيس جامعة طنطا يبرر موقفه الرافض لتنفيذ الحكم بأن نسبة المنتقبات في الجامعة ضعيفة جدا، لا تتعدى عضوين في هيئة التدريس منتقبات، وهذا الأمر لا يستدعى اتخاذ قرار، وهو بذلك يتجاهل المعنى من وراء إصدار الحكم سواء كان الذي يخالفه واحدة أو عشرات، وما زال رئيس جامعة جنوب الوادى يفكر ويفكر هل يطبق أم لا؟!
أما رئيس جامعة الفيوم فقد حسم أمره، أن الحكم صدر لجامعة القاهرة وحدها ولا داعى لتعميمه، تلك هي بعض مواقف رؤساء جامعات من المفترض أن تنشر الفكر الذي يتماشى مع العصر في محافظاتهم قبلوا أن ترتدى جامعاتهم النقاب!