منتصر عمران يكتب: شيخ الأزهر خلية إخوانية.. افتكاسة علمانية
خرج علينا البعض من أعداء الأزهر وشيخه من بعض العلمانيين بافتكاسة مفادها أن الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر خلية إخوانية!! بل زعموا أنه يريد أخونة الأزهر الشريف!!
أسوق لهؤلاء ولأشباههم بعض المواقف التي تعرض لها الإمام من جماعة الإخوان حتى تتضح الصورة لدى الشعب ويتضح أن المقصود من الحرب المعلنة والتشويه المعتمد لشيخ الأزهر ليس شخصه ولكن الأزهر ذاته.
حاول الإخوان في أثناء حكمهم وبكل قوة سحب البساط من تحت الأزهر وتحجيمه لتصبح مراكز الثقل للشيوخ والدعاة غير الأزهريين.. كما أنه كانت هناك رغبة شديدة لدى الإخوان وقتها في السيطرة على مؤسسة الأزهر والاستحواذ على منصب "الشيخ".. وقد نال الدكتور أحمد الطيب التطاول والتجريح الشخصي بغية النيل منه.. ويأتي بعض الناس اليوم ويقولون عليه خلية إخوانية!!
الإمام والأستاذ.. حوار جرى تشويهه
وبعد أحداث يناير والجميع يشهد على ذلك كان الصراع بين الأزهر الشريف والإخوان المسلمين على أشده؛ لأن الأزهر كان وسيظل جزءًا من نسيج الدولة المصرية المناهض للإخوان والرافض لوجودهم..
وقد شهدت مسيرة الصراع بين الإخوان المسلمين والأزهر وشيخه محطات خصام وصدام كثيرة، كان أهمها:
- ميليشيات الإخوان بجامعة الأزهر
تعتبر الجماعة الطيب مسئولاً عن القضية المعروفة إعلاميا بـ"ميليشيات طلاب الأزهر". وكان الدكتور أحمد الطيب رئيسا لجامعة الأزهر، عندما قام طلاب من الإخوان، في ديسمبر 2006 بتنظيم عرض شبه عسكري، ما أدى إلى تدخل الأجهزة الأمنية.. وانتهت القضية بإحالة 40 متهماً إخوانيا للمحاكمة، وحكم عليهم بالسجن لمدد متفاوتة، وعلى رأسهم القيادي بالجماعة المهندس محمد خيرت الشاطر وقياديين آخرين.
- مرسوم تحصين منصب شيخ الأزهر من العزل
ثارت ثائرة الإخوان على الشيخ الطيب عندما أصدر المجلس العسكري الحاكم بعد أحداث يناير بناء على طلب الأزهر المرسوم بقانون رقم 13 لسنة 2012 ، بتعديل قانون الأزهر رقم 103 لسنة 1961. وبموجب هذا المرسوم أصبح شيخ الأزهر يتمتع بحصانة من عزله من منصبه وجعله منتخباً من هيئة كبار العلماء وليس معيناً من الرئيس لأول مرة في تاريخ مصر. وقد جاء هذا المرسوم وقتها مخيباً لآمال الإخوان وأحبط مخططهم للتخلص من الطيب. فكيف يقول عليه عاقل إنه خلية إخوانية !!
- إهانات مرسي للطيب
قبل أن يؤدي محمد مرسي اليمين الدستوري. وفي الاحتفال المُقام له بجامعة القاهرة عقب إعلان فوزه، انسحب الشيخ الطيب ومرافقيه بعد أن فوجئ بأن المقعد المخصص له لا يليق بمقام المشيخة.. ولا بوضع شيخ الأزهر وهو بدرجة رئيس الوزراء.
وعندما تولى مرسي منصبه رئيساً.. وفي حفل القوات المسلحة لتسليمه السلطة من المشير محمد حسين طنطاوي. وفيما اصطف المستقبلون.. تجاهل مرسي يد الطيب الممدودة لمصافحته، متخطياً إياها، في مشهد بالغ السوء. وهو ما كان مثاراً لغضب الرأي العام المصري آنذاك. وبعد ذلك يخرج علينا السفهاء الآن متهمين الإمام بأنه خلية إخوانية!!
- بيان المشيخة و"تمرد"
قبل سقوط نظام الإخوان بأيام قليلة، أفتى الشيخ السلفي محمد عبد المقصود بـ"تكفير" الخارجين على طاعة مرسي وإهدار دمائهم، في إشارة إلى الملايين الموقعين على استمارات "تمرد"، إلا أن الطيب وجه لطمة قاسية له وللإخوان في اليوم التالي حيث أصدرت مشيخة الأزهر بيانا أكدت فيه أن المعارضة السلمية للحاكم جائزة شرعاً، محذرةً من العنف وتكفير الخصوم واتهامهم في دينهم. وهو ما أثار حفيظة الإخوان ضد الطيب. وكان له أُثره في إبطال فتوى عبد المقصود. وخرجت الملايين من الشعب المصري لإسقاط حكم الإخوان.
فهل يأتي بعد كل هذا الصراع عاقل ويتهم الإمام بأنه خلية إخوانية وأنه يعمل على أخونة الأزهر الشريف!!