الندوات وحدها لا تكفي.."الثقافة الجمهورية في اليمن" لماذا كفر بها الجيل الجديد
لكي لا تفقد الأجيال صلتها بالأفكار العظيمة التي ناضل من أجلها الأجداد ينبغي أن تظل حاضرة في وعيهم من خلال الكتابات والندوات والفعاليات الثقافية والأعمال الفنية.. جزء من هذا الجهد ينجزه كتاب "الثقافة الجمهورية في اليمن" للدكتور علي محمد زيد، الصادر عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر في طبعته الأولى 2020.
ولكن لكي تظل "الثقافة الجمهورية" حية في وجدانهم فالتذكير وحده لا يكفي ولكن على هذه الثقافة أن تتجسد في كل مناحي حياتهم، فالأفكار العظيمة تفقد صلتها بالواقع حين تعجز عن التحول إلى مكتسبات ومنجزات ملموسة، عندها يقل عدد المؤمنين بها فيمكن الانقلاب عليها بسهولة وهذا هو ما حدث مع الثقافة الجمهورية التي حققت بعض المنجزات لكنها في المجمل ظلت حبيسة أهدافها النظرية ومن هنا كفر بها الجيل الجديد الذي يحاول هذا الكتاب إعادة تذكيرهم بما أنجزته.
مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية يناقش "التفاحة الأخيرة".. الثلاثاء
بدأ هذا الكتاب بسؤال وجهه الشباب لكاتبه: "ما هي الثقافة الجمهورية التي تتحدث عنها؟" فيحدثهم المؤلف عن "جمهورية تحطم قيود العزلة والانغلاق وتفتح الأبواب والنوافذ لرياح الحرية كي تهب وتقي شعب اليمن مخاطر الاحتضار والانقراض." فيرد الشباب: "وماذا فعلت الجمهورية لليمن إذا كان الفقر ما يزال يسحق غالبية اليمنيين، والأمية حاضرة وتوشك أن تكون مستديمة، وعشرات الآلاف من المواطنين اليمنيين يسافرون إلى الخارج للبحث عن رعاية صحية لا يجدونها في بلادهم، وما تزال اليمن تعيش على هامش عصرها، وما يزال الوعي العام متدنيًا وفي بعض الحالات ينحدر إلى الحضيض، وما تزال نوعية التعليم متدنية، وما يزال المسرح والسينما مطرودين من الثقافة في اليمن، وما تزال الغلبة بالسلاح وسيلة لحكم الغالبية الشعبية، وما تزال الديمقراطية وحقوق الإنسان غائبة من حياتنا، وما يزال اليمني يعتمد على غيره في إنتاج كل شيء تقريبا، وما يزال الابتكار والاختراع غائبين من حياتنا والبحث العلمي والتكنولوجي مستبعدا حتى من خيالنا، ...إلخ؟" وللرد على هذه الأسئلة الواعية يحدثهم المؤلف عن التغيير النوعي الذي أحدثته الجمهورية في حياة اليمنيين.