أردوغان وسيد قطب!
فى صيف عام ١٩٦٦ سافرت إلى تركيا ضمن وفد شبابى من منظمة الشباب.. ولا أنسى حتى الآن كيف استقبلنا بعض الأهالى فى مدينة إسطنبول عندما علموا أننا مصريون، بتوجيه التهديدات لنا بالذبح انتقاما لإعدام سيد قط!
حدث ذلك ولم يكن أردوغان قد وصل بعد إلى حكم تركيا كما هو الحال الآن، وهو ما يعنى أن الفكر المتطرف كان موجودا فى تركيا وكان هناك من يعتنقونه، ولذلك وجد سيد قطب المصرى فيها من يتأثر ويغضب لإعدامه بعد إدانته فى محاكمة بإنشاء تنظيم مسلح يتبع جماعة الإخوان، كان يرتب لإغراق الوجه البحرى للبلاد بتفجير القناطر الخيرية، حتى يستطيع أن يحكم البلاد!.. ومن بين هؤلاء كان أربكان الذى يعد أستاذ أردوغان ومعلمه ومن جنده لهذا الفكر.
اقرأ أيضا: حفتر وبوتن
لذلك لست متفاجئا أن يصدر مستشار أردوغان ياسين أقطاى كتابا مؤخرا يمجد فى سيد قطب ويشيد به ويرى أن له ميراثا عالميا يتعين الاستفادة به!
فقد سبق ذلك أن احتفلت تركيا بالذكرى الخمسين لإعدام سيد قطب عام ٢٠١٦، ولذلك عندما يصدر مستشار أردوغان كتابا للإشادة بسيد قطب وتقام له الندوات لمناقشة هذا الكتاب، فهذا أمر مفهوم ولا يدعو للدهشة.. أليس أردوغان ذاته أحد قيادات التنظيم الدولى للإخوان الذى تسيطر على قيادته القطبيين؟!
اقرأ أيضا: اللعبة تغيرت
لكن المهم هنا أنه لا يجب أن يأتى أردوغان بعد ذلك ليقول للعالم إنه يحارب الإرهاب.. فكيف يحارب الإرهاب أحد الإرهابيين أو على الأقل أحد الذين يتبنون الفكر المتطرف الذى أفرخ لنا هذه التنظيمات الإرهابية، واحد من يدعمون الإرهاب فى أماكن شتى أبرزها سوريا وليبيا الآن بالسلاح، ويوفر ملاذا آمنا للإرهابيين ويكلفهم بالأعمال الإرهابية.