ماحكم الدين فيمن يلعن اليوم أو الدهر أو غيرهما؟
وسط أزمات الحياة ومتاعبها هناك من يصاب باليأس فيلعن الدنيا والزمن واليوم الذى ولد فيه فهل هذا جائز وما حكم الدين فى مثل هذه التصوفات ؟
يجيب على السؤال فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس أمانة الفتوى بالأزهر الشريف (عليه رحمة الله) فيقول : اللعن معناه الطرد من رحمة الله ، وهو منهى عنه بوجه عام ، فالمؤمن لا يكون لعانا كما جاء فى الأحاديث التى رواها مسلم .
وروى ابو داوود والترمذى حديث يقول "من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه "حتى الدابة لا يجوز لعنها ..فقد روى مسلم ان امرأة من الأنصار كانت فى سفر مع النبى صلى الله عليه وسلم فضجرت من ناقتها فلعنتها ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم "خذوا ماعليها ودعوها فإنها ملعونة "، وقال كما رواه مسلم فى رواية أخرى "لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة " .
جاء فى الأذكار للنووى أنه يجوز لعن أصحاب المعاصى بالعنوان العام ، كما لعن الرسول آكل الربا والواصلة والنامصة والسارق ومن يلعن والديه ، ومن اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ..
أما لعن إنسان بعينه ممن اتصف بشيء من المعاصى كزان وسارق وآكل ربا فظواهر الحديث أنه ليس بحرام .
وأشار الغزالى إلى تحريمه إلا فى حق من علمنا أنه مات على الكفر كأبى لهب وأبى جهل وفرعون وهامان وأشباههم ، قال : لأن اللعن هو الإبعاد عن رحمة الله تعالى وماندرى ما يختم به لهذا الفاسق أو الكافر ، وأما الذين لعنهم رسول الله بأعيانهم فيجوز انه علم موتهم على الكفر .
والله يلعن الزمان أو المكان خلف هدى الرسول صلى الله عليه وسلم فى النهى عن اللعن ، وبخصوص الدهر جاء حديث البخارى ومسلم "قال تعالى :ي سب بنو آدم الدهر وأنا الدهر ، بيدى الليل والنهار " ، وفى رواية "أقلب ليله ونهاره واذا شئت قبضتهما "، وفى رواية مالك " لا يقل أحدكم ياخيبةالدهر ، فإن الله هو الدهر " .
اقرأ أيضا:
حكم وضع القدمين على ظهورهما في السجود
يقول الحافظ المنذرى : معنى الحديث أن العرب كانت إذا نزلت بأحد نازلة أو أصابه مصيبة أو مكروه يسب الدهر ن اعتقادا منهم ان الذى أصابه هو فعل الدهر ، فكان هذا كاللعن للفاعل ، ولا فاعل لكل شئ الا الله تعالى خالق كل شيء ، فنهاهم النبى صلى الله عليه وسلم عن سب الدهر لانه مدرجة لسب فاعل الامور وخالقها وهو الله تعالى .