المتآمرون "حيلهم بينهم"
عندما أتابع ما يحدث حاليا تجاه من تآمروا على مصر، أحمد الله الذي يمهل ولا يهمل. والحقيقة أنه تسرب إلى نفسي بعض إحساس الشماتة ، رغم يقيني بأنها لا تجوز، إذ قال رسولنا الكريم: "لا تظهر الشماتة لأخيك, فيرحمه الله ويبتليك"... لكنني أعود للتأمل واسترجاع ما جرى فأجد أنهم تآمروا على بلدي وعملوا على هدم قواعده ومؤسساته، لتسليم السلطة لمن لا يستحق، مقابل أن تصبح مصر جزءا من نطاق نفوذهم. وهنا أستعيد قول الله تعالى (إنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وتِلْكَ الأيّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النّاسِ) }آل عمران: 140... وكذلك قول الشاعر الحكيم: فقُلْ للشَّامِتينَ بِنَا أَفِيقُوا .. سَيَلْقَى الشّامِتُونَ كَمَا لَقِينَا.
لم يعد سرا الدور التآمري القذر الذي لعبه النظام القطري في إيصال مصر إلى حافة الانهيار، وقد استمات رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم "رأس الأفعى" ومعه الأمير الشيخ حمد آل ثاني لتحقيق خطة إسرائيل وأمريكا في شرق أوسط جديد، تكون فيه قطر اللاعب الأساسي، لذا لم أخف الشماتة عندما علمت أن بن جاسم الطامح إلى النفوذ والسلطة سيتخلى مرغما عن مناصبه قريبا، لصالح ولي العهد الشيخ تميم الذي سيصبح رئيسا للوزراء بدلا منه وبعدها بفترة يتولى مسند الإمارة نظرا للحالة الصحية المتدهورة لوالده أمير قطر.
وفي تركيا عمت الاحتجاجات بشكل غير مسبوق لإنهاء عهد أردوغان الذي يبذل الغالي والنفيس من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ، اعتمادا على علمانية وديمقراطية الدولة، لكنه في الحقيقة يسعى لتغيير هوية الدولة والقضاء على ما أرساه كمال أتاتورك، لإحلال مشروعه الايدولوجي الذي ترفضه غالبية الشعب، ونسي اردوغان أن تركيا فيها ملايين العلويين والأكراد خلاف الطوائف الأخرى ، ويستحيل أن يستجيبوا للمشروع الثقافي الإخواني الذي أرجأه سنوات، لكن يبدو أنه تحمس لتنفيذه بالإتفاق مع إخوان مصر، فثارت تركيا عليه مطالبة باستقالته. والشماتة في اردوغان لأنه كان من المؤيدين لما حدث في مصر لتمكين "الجماعة"، انتقد العنف مع المتظاهرين ، ودعا إلى حرية التظاهر وعدم المساس بمن يحركون الشارع، لكن عندما دارت عليه الدوائر، لجأ إلى القوة والإفراط في العنف، لأن "المتظاهرين جبناء ولن يردعهم إلا البطش"، ورفض نصيحة الغرب بالاستجابة لبعض مطالب المحتجين، ودعا أنصاره إلى التظاهر في مواجهة المعارضين.
اردوغان ليس أكثر من ظاهرة صوتية، يقسم ويهدد بالانتقام من بشار الأسد ، لكنه لم يحرك ساكنا حتى الآن، فقط أدار الدفة لدعم "حماس" الإرهابية أحد فروع "الإخوان"، التي يحل الخراب أينما يحل قادتها ومليشياتها، ولنا عبرة فيما فعلوه في لبنان وتونس وحاليا في مصر... قادة "حماس" اتخذوا من سورية مقرا لهم وجمعوا مئات الملايين من الدولارات، وجعلوا نظامها إلها ، وما ان لاحت علامات الخراب حتى هربوا إلى قطر إمعانا في التآمر ودعما لخطط تدمير البلدان الآمنة، المهم أن تزيد أرصدتهم وتمتلئ خزائنهم. لكن الحرب السورية حولت حلفاء التآمر على مصر إلى أعداء ، وأصبح "حيلهم بينهم"، فقد تواترت أنباء عن أن "حزب الله" العميل الإيراني ، أبلغ قادة حماس في لبنان، بأن الحركة وكوادرها غير مرغوب فيهم ، وعليهم المغادرة، لأن حماس وبتعليمات من قطر أقحمت نفسها في الحرب السورية لصالح المعارضة ضد النظام ، الذي تغنت به سنوات.
وتستمر الشماتة في "حزب الله" الذنب الإيراني، الذي تعاون مع "حماس" في قتل المتظاهرين المصريين، وفتح السجون لتهريب كوادرهم المجرمين وقادة الإخوان، ومازالوا ينفثون سموم أحقادهم تحت غطاء "الجماعة" وتمويل ودعم إيراني مجوسي، حزب الشيطان توغل في الدم السوري، وأعلن الحرب "المذهبية" على الإسلاميين ومن يحكمون في دول الربيع العربي، لنصرة النظام السوري "العلوي"، فردت كثير من الدول بعقوبات ضد مصالحه وامواله واستثماراته والمنتسبين إليه ، لإيقاف حالة السعار التي أصابته وأسياده في ايران.