قصة حصول نادية لطفي على لقب "الحمار الفخري"
رحلت الفنانة الكبيرة نادية لطفي عن عالمنا اليوم الثلاثاء عن عمر ناهز الـ 83 عاما بعد صراع طويل مع المرض، بعد تدهور حالتها الصحية لتلفظ أنفاسها الأخيرة داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى المعادى.
وكانت الفنانة الراحلة، تولت رئاسة جمعية الحمير والتي أسسها الراحل زكي طليمات خلفًا لوزير الصحة الراحل محمد محفوظ، حيث كان يشترط على الأعضاء بالجمعية العمل بدون أجر، ويكون عنده صبر مثل الحمار، وكان يتم إصدار كروت لأعضاء الجمعية مرسوما عليها «حمار» ومكتوب عليه كلمات مختلفة مثل «حامل الحدوة وده حرحور وده جحش».
أقرا أيضا:
بعد رحيلها.. 5 معلومات عن الفنانة نادية لطفي
وضمت الجمعية 30 ألف عضو من المصريين يحملون ألقابًا عدة، فعند انضمام العضو للجمعية يلقب بالحرحور أي الجحش الصغير، ثم يحصل على رتبة أعلى حسب مجهوده وقد يظل العضو 20 عامًا دون أن يحصل على اللقب وهو «حامل البردعة» أي «حمار كبير» وهو لقب لم يحصل عليه سوى ثلاثة أعضاء من الجمعية هم زكي طليمات وشكري راغب والمرسي خفاجي .
وترجع بداية تكوين هذه الجمعية إلى إنشاء معهد الفنون المسرحية العام 1930 على يد زكي طليمات، وتم إنشاؤها بهدف تمصير المسرح، والخروج به بعيدًا عن الارتجال إلى الدراسات العلمية، وبعد مرور عامين أوعز الإنجليز إلى الملك فؤاد أن المعهد يمثل خطرًا على حكمه، لأنه عندما يتعلم المصريون كتابة المسرح سيخرجون إلى الناس بمسرحيات تشير إلى الفساد، واقتنع الملك فأصدر قرارًا بإغلاق المعهد.
وانضم للجمعية عدد من المفكرين والأدباء والفنانين المصريين على رأسهم طه حسين وعباس العقاد ونادية لطفي وأحمد رجب، وكادت الجمعية أن تغلق ابوابها مع وفاة السيد بدير؛ وآخر الأعضاء المؤسسين للجمعية عام 1986، لولا أن أحياها الدكتور محمود محفوظ وزير الصحة المصري الأسبق.
واجهت الجمعية منذ تأسيسها مشكلة رئيسية وأساسية، وهي عدم اعتراف الحكومة المصرية بها بسبب اسمها، الذي اعتبرته «غير لائق» ولا يوافق التقاليد، وأصاب أعضاء الجمعية الإحباط بسبب هذا الموقف، وفقدوا أهم صفات الحمير وهي الصبر والتحمل، وقرروا تغيير اسم الجمعية ليتسنى إشهارها، وتقدم الجمعية خدمات مختلفة للمجتمع منها محو الأمية، وتشجير الأحياء، وإنشاء الحدائق، واستصلاح الأراضي لتمليكها للشباب، وتنظيم الرحلات الداخلية والخارجية، ورعاية المرضى من خلال عيادات الأطباء الذين انضموا للجمعية، وتقدم الأجهزة الطبية الحديثة كهدايا للمستشفيات الحكومية.