ووهان وأدلب!
لا يجمع فقط بين مدينة ووهان الصينية ومدينة أدلب السورية احتلال مساحات كبيرة من الإعلام العالمي، خاصة أن المدينة الصينية هي مهد ظهور فيروس كورونا والتي تحظى بالنسبة الأكبر من الإصابات به وعدد الوفيات الناجمة عنه صينيا وعالميا، كما أن أدلب تشهد الآن صداما عسكريا بين القوات التركية التي دخلت الأراضي السورية وعناصر الميليشيات المسلحة التى تدعمها في مواجهة الجيش السوري المدعوم عسكريا من روسيا المتواجدة عسكريا هي الأخرى على الأراضى السورية.. إنما يجمع بينهما أيضا الموقف غير الأخلاقي عالميا تجاه كل منهما!
بالنسبة لمدينة ووهان، بل والصين كلها نرصد شماتة واضحة من البعض بعد ظهور وانتشار فيروس كورونا وتزايد أعداد المصابين به.. ولم يختلف فى هذه الشماتة المتطرفون دينيا والذين يدعون أنهم يرفضون هذا التطرّف ويتظاهرون بمحاربة الاٍرهاب.. حيث يرى المتطرفون فبما حدث للصين عقابا إلهيا لها على ما يعتبرونه مذابح ارتكبها الصينيون ضد المسلمين فيها .. بينما يرى دعاة محاربة الاٍرهاب أنها فرصة لإزاحة الصين عن المنافسة الاقتصادية العالمية التى وصلت فيها إلى المرتبة الثانية عالميا وكانت تتأهب قريبا لتصل إلى المركز الأول بعد إزاحة أمريكا عن قمة العالم اقتصاديا.
اقرأ أيضا: ترامب وصفقته!
أما بالنسبة لمدينة أدلب فقد خرج من يختلفون أيضا فيما بينهم لتأييد ما تفعله القوات التركية فيها التى تعد قوات احتلال لأراض سورية.. فإن الذين يتهمون بأنهم غير ديمقراطيين لا يخفون ترحيبهم بالدور التركى العسكرى فى أدلب.. أما الذين ينصبون أنفسهم مدافعين عن الديمقراطية فإنهم يصفقون لما تقوم به تركيا عسكريا فى أدلب، رغم أنها دخلت الأراضى السورية رغما عن إرادة دولتها وشعبها، وأيضاً رغم أنها تدعم ميليشيات عسكرية وتنظيمات إرهابية فى سوريا.
وهكذا .. لا أخلاق تتسم بها هذه المواقف الدولية سواء تجاه وووهان الصينية او أدلب السورية.. مثلما لا أخلاق أيضا قبلها تجاه القدس الفلسطينية.. وليرحمنا الله.