في قلب الوطن ولو في الصين !
ما الذي يجعل مصريا يترك الجنة التي تصور وجودها في الصين بسبب أزمة قد تكون طارئة ويعود إلى وطنه للرعاية الصحية إلا إذا كان يرى في وطنه وفي الأجهزة المختصة به القدرة على توفير رعاية حقيقية له؟!
وما الذي يجعل الأغلبية الكاسحة من المصريين الموجودين في المدينة الصينية المنكوبة تقرر العودة للوطن إلا إذا كانوا يرون أن الوطن اليوم - اليوم - يستطيع مواجهة أزمات كبيرة والتصدي لها وأن الثقة مصير قرارهم ؟!
وكان الوطن عند حسن الظن.. طائرة خاصة تعيد مواطنينا تنطلق في موعدها..غرفة عمليات في الصين تدير المشهد هناك تجعل كل المصريين الراغبين في العودة يسجلون رغبتهم ويصلون إلى مطار "ووهان" في الموعد المقرر ليجدوا الطائرة قد أفرغت الواجب الذي حملته من مساعدات للصين الصديقة ويجدون فرقا صحية على أعلى مستوى وطائرة معقمة تماما ثم تقلهم في الموعد المقرر بسلامة الله إلى أرض الوطن الغالي.
اقرأ أيضا: ذبح "صفقة ترامب" علي نيل القاهرة !
لتنتظرهم فرق أخرى تقوم بتسكينهم في مكان آمن بشكل متحضر ويحترم خصوصيتهم وبجوارهم استعدادات هائلة من أجهزة فحص وأشعة وتحاليل وأدويه وتعقيم شاملة كاملة وبأعداد كبيرة قادرة على التعامل مع - لا قدر الله - أي عدد يكتشف المرض بهم وبأطقم طبية تستطيع التعامل أيضا مع أي عدد!
اقرأ أيضا: مصر و3 أزمات..محاولة للفهم!
كل ذلك تم بلا خطأ واحد. بلا مشكلة واحدة. بلا تأخير لجهاز طبي واحد..بلا اعتذار لطبيب واحد.. بلا جنيه واحد دفعه أي مواطن عاد أمس!! أي مصري الآن في عين الوطن وقلبه.. لأننا أمام قيادة سياسية ترى أن ذلك فرض عليها وليس منة منها.. نقف أمام رئيس يرعى مصالح أبناء مصر في أقصى الأرض.. ولو في الصين.. ويبر بقسمه عن أمه سيرعى مصالحها وأبناءها.. من الثأر لأبناء له غدروا في ليبيا.. إلى أبناء له اختاروا أن ينجحوا في اختبار المرض الصعب على تراب بلدهم..! وقد كان !