ذبح "صفقة ترامب" علي نيل القاهرة !
عندما يتكلم دبلوماسي مخضرم يعرف أنه يمثل دولة كبيرة وعريقة فأنه يدرك أن لكل كلمة حساب ولكل حرف معناه..ولا شأن لكلام الدول العريقة الكبيرة ولا الدبلوماسيين المخضرمين بعبث المراهقين محدودي الوعي والثقاقة محترفي سلوك القطيع علي شبكات التواصل..فهنا الجامعة العربية.
وهنا مصر تعبر عن نفسها..وها هو قائد دبلوماسيتها وممثل سياستها الخارجية يصفع الجميع ..يصفع من قالوا إن مصر تخلت واشترت خاطر ترامب..وأنها لن تجرؤ أن تقول لا..رغم أنها قالتها قبل أمس مرات ومرات منذ تولي الرئس السيسي المسئولية والأمثلة ذكرناها عشرات المرات حتي حفظها الكثيرون..من ضرب عرض الحائط بالتلويح بقطع المساعدات الأمريكية إلي وقف قطع غيار الـ إف ١٦ إلي احتجاز الأباتشي إلي الضغوط تحت عنوان كاذب عن حقوق الإنسان..وردت مصر بصندوق تحيا مصر وشراء الرافال الفرنسية والكا ٥٢ الروسية !
اقرأ أيضا: مصر و3 أزمات..محاولة للفهم!
سامح شكري يرد علي من تركوا الجاني المجرم وهاجموا في خسة الضحية ويقول في كلمة الأمس: " وأنتهز هذه المناسبة لأعيد التأكيد على موقف مصر الثابت المناصر للقضية الفلسطينية التي هي قضية العرب المركزية والتي نؤكد على إيماننا الثابت بعدالتها وعلى ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة التي طالما حرم منها وإنني لعلى يقين من أن الأشقاء الفلسطينيين الذين ضربوا بصمودهم أروع الأمثال لقادرون على تحقيق آمالهم وتطلعاتهم في الحرية والكرامة وعلى أن ينعموا بها في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية" !
اقرأ ايضا: الهدف الحقيقي لصفقة ترامب!
إذن فهي قضية عربية تهم كل العرب ! لشعب مظلوم يضرب أروع المثل في الصمود ! ودولتهم مستقلة عاصمتها القدس ! ها هي مصر تقول كلمتها علنية مدوية..لتذبح صفقة ترامب علي ضفاف نيل القاهرة العظيم..استقلال وإرادة في القرار السياسي فما أعلنه سامح شكري - المعبر عن رأي مصر - سبق وأكده الرئيس السيسي للرئيس عباس .. إذن ما تقوله مصر سرا تقوله علنا..لسنا كالكثيرين بألف وجه ووجه ! ثم يختتم سامح شكري كلمته بعد فقرات مهمة. يقول" ختاماً أعيد التأكيد على دعم مصر الثابت والكامل للقضية الفلسطينية العادلة وللقيادة الفلسطينية الشرعية، وكذلك إصرارنا على إحلال السلام والتوصل لتسوية تعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة من خلال إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وفقاً للشرعية الدولية ومقرراتها وعلى نحو يدعم الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط." إذن أي حل يجب أن يلتزم بقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي! أمس ذبح العرب مشروع ترامب..ولكن هل ستعود الأرض والمقدسات وسيتوقف ذبح الفلسطينيين يوميا وطردهم من بيوتهم يوميا ومصادرة أملاكهم وحرق زراعتهم ؟! بالطبع لا للأسف..كيف يمكن إذن أن يحدث ذلك ؟ لهذا حيث آخر!