تزامنا مع احتفالات الكنيسة.. قصة القديسة أنسطاسية في دير الرهبان
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بعيد نياحة القديسة أنسطاسية والتى كانت من اعرق العائلات بمدينة القسطنطينية.
أنسطاسية هي ابنة أبوين مسيحيين بروما، ربياها على مخافة الله، وكان قلبها ملتهبًا بحب الله، تشتاق إلى الحياة البتولية الملائكية منذ صغرها. وبالفعل التحقت بأحد بيوت العذراى بروما. كانت تمارس الحياة النسكية بحزم، حتى صارت تأكل مرة كل يومين، وفي الصوم الكبير لا تأكل سوى يومي السبت والأحد.
وللقديسة انسطاسية قصة مثيرة، بدأت عندما طلب الملك يوستينيانوس، القديسة أنسطاسية ليتزوجها، فأبت ومضت فأعلمت زوجة الملك بذلك فأرسلتها إلى الإسكندرية، وهناك بنت لها ديرا خارج المدينة سمي باسمها.
ولما علم الملك بأمرها أرسل في طلبها. فهربت إلى برية شيهيت "وادي النطرون" حاليا متشبهة بأحد الأمراء، واجتمعت بالأنبا دانيال قمص البرية وأطلعته علي أمرها. فأتى بها إلى مغارة، وأمر أحد الشيوخ ان يملأ لها جرة ماء مرة كل أسبوع، ويتركها عند باب المغارة وينصرف.
وأقامت علي هذا الحال 28 سنة دون ان يعلم أحد انها امرأة، وكانت تكتب أفكارها علي شقفة من الخزف وتضعها علي باب المغارة، فيأخذها الشيخ الذي كان يحضر لها الماء دون ان يعرف ما هو مكتوب فيها ويعطيها للقديس دانيال.
وفي بعض الأيام أتى بالشقفة إلى الشيخ فلما قراها بكي وقال لتلميذه قم بنا نواري جسد القديس الذي في المغارة التراب. فلما دخلوا إليها قالت للأنبا دانيال من اجل الله لا تكفني إلا بالذي علي ثم صلت وودعتهم وتنيحت بسلام.
فلما تقدم التلميذ ليكفنها عرف انها امرأة فتعجب وسكت، وبعد ان دفناها وعادا إلى مكانهما خر التلميذ أمام القديس دانيال قائلا، من اجل الله يا أبي عرفني الخبر لأني رأيت انها امرأة، فعرفه الشيخ قصتها وأنها من بنات أمراء القسطنطينية، وكيف انها سلمت حياتها بالكامل للمسيح، تاركة مجد هذا العالم الفاني.