خديعة ترامب لأبو مازن!
كشف أبو مازن فى الاجتماع الوزارى للجامعة العربية أن الرئيس الأمريكى ترامب وعده فى اجتماع بينهما، بدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون عاصمتها القدس الشرقية، لكن بعدها ببضعة أشهر قليلة حنث ترامب وعده، بل أعلن تأييده لتوحيد القدس تحت سيطرة الإسرائيليين، وأصدر قراره بنقل السفارة الأمريكية إليها، ثم إغلاق مقر منظمة التحرير الفلسطينية بأمريكا، ووقف المساعدات المالية الأمريكية للسلطة الفلسطينية ومنظمة الأونروا التى تساعد اللاجئين الفلسطينيين.
ولعل ذلك يعد أبلغ رد على من طالبوا الرئيس الفلسطينى بالتمهل وعدم إعلان رفضه لمشروع ترامب، وإنما دراسته وبحثه بهدوء، وأيضا من طالبوه بالقبول به رغم عواره وسلبه للفلسطينيين حقوقهم الأساسية فى الاستقلال والتحرر من الاحتلال الإسرائيلى العنصرى، وذلك كأساس لمفاوضات مع الإسرائيليين، ثم البناء عليه وتطويره !
مشروع ترامب يمنح كل شيء فورا للإسرائيليين ولا يمنح الفلسطينيين شيئاإلا بعد أربع سنوات يتم خلالها التأكد من تنفيذهم قائمة من الشروط، بدءا من الاعتراف الفلسطينى بيهودية دولتهم، مرورا بقبول التنازل عن القدس الشرقية وثلث أراضى الضفة الغربية وحقوق اللاجئين وعن استقلال دولتهم، وحتى القيام بنزع أسلحة كل المنظمات الفلسطينية.. فمن يضمن أن يفى ترامب حتى بذلك الفتات الذى وعد به الفلسطينيين فى مشروعه بعد مرور هذه السنوات الأربع، وتقديمهم كل هذه الالتزامات؟!
ألا يمكن لترامب الذى لحس وعده لأبو مازن الخاص بإنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية بعد بضعة شهور قليلة أن يخدع الفلسطينيين مرة أخرى ويتراجع حتى عن ذلك الفتات الذى حاول التغرير بالفلسطينيين به، خاصة أنه بنهاية فترة السنوات الأربع سيكون الرئيس الأمريكى ذاته قد اقترب موعد خروجه من البيت الأبيض بانتهاء فترة رئاسته الثانية؟ !.. ألم يخرق الإسرائيليون برعاية الأمريكيين كل تعهداتهم فى أوسلو من قبل؟!