رئيس التحرير
عصام كامل

الرميثي: الإعلام يلعب دورا رئيسيا في الترويج لخطاب أخوي قائم على التسامح

أمين عام مجلس حكماء
أمين عام مجلس حكماء المسلمين الدكتور سلطان فيصل الرميثي

أكد أمين عام مجلس حكماء المسلمين الدكتور سلطان فيصل الرميثي،  إنه عادة ما يردد الصحفيون والإعلاميون مصطلحات مفضلة لديهم مثل النزاهة والموضوعية والحيادية، التي أصبحت مع مرور الوقت، كلمات تعني أن الصحافي ينبغي ألا يكون جزءا من القصة؛ بل ناقلا لها. ورغم قناعتنا جميعا بأهمية هذه القيم الصحفية الراسخة، متسائلا :  ماذا لو كان الصحفي جزءا من القصة التي ينقلها؟ 

وأوضح خلال كلمته بملتقى إعلاميون من أجل الأخوة الإنسانية المنعقد الآن، جزءا من القصة لكن ليس بالمعنى الذي يفقد فيه توازنه؛ بل بالمعنى الذي تهيمن فيه إنسانيته! ، موضحا أنه بالرغم من أن مهنة الصحافة والإعلام غالبا ما تحكمها قواعد مثل "اكتب ولا تكتب"، و"افعل ولا تفعل"، وكن حياديا أو مستقلا، إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة، بالنظر إلى أن الصحافي هو إنسان له مشاعر؛ بحيث إنه يغضب ويتعاطف ويكره ويحب.

وفي الوقت الذي ينبغي فيه أن تظل الصحافة مستقلة ونزيهة وموضوعية؛ فعلينا –أيضا- أن نحذر من أن تتحول تلك القيم إلى وهم ومبرر  لانعدام الإنسانية.

وألمح، عندما تصبح قيمة الموضوعية ورقة توت للصحافيين الذين لا يريدون التعامل بصدق مع إنسانيتهم، ولا يريدون تحمل المسؤولية الشخصية عن التأثير الإنساني لعملهم، ويأخذهم التعلل بأداء الوظيفة والموضوعية والحيادية، فقط من أجل الهروب من مواجهة مسؤولياتهم كبشر أولا.

وأكمل الصحافة مهنة يمارسها بشر من لحم ودم، لهم عائلات وأطفال وامال ومشاعر، نريد منهم بكل تأكيد احترام المعايير المهنية المعروفة، لكن لا نريد منهم أن ينكروا إنسانيتهم، ويتحولوا إلى مجرد الات تنسخ بلا مشاعر.  نريد أن تكون الإنسانية الصادقة في دواخلهم مهمة أكثر من قواعد الكتابة، أو صناعة العناوين..  نريد أن يكون خير الإنسان بالنسبة إليهم أثمن من سبق صحافي أو انفراد بمقابلة..

وأشار إلى أن أحد أبرز أهداف التجمع الإعلامي العربي من أجل الأخوة الإنسانية هو محاربة خطاب الكراهية والتمييز في الإعلام العربي، وتغيير نمط التعاطي مع القضايا الإنسانية في إعلامنا، من المرتكزات ذاتها التي انطلقت منها وثيقة الأخوة الإنسانية؛ هذه الوثيقة التاريخية التي وقعها قداسة البابا فرنسيس؛ بابا الكنيسة الكاثوليكية، والإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب؛ شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، والتي حثت في أهم مضامينها على خير البشر، وأهمية اعتبار الناس، كل الناس، إخوة في العيش والمصير.

وزير التسامح الإماراتي: الإسلام يحترم الفكر والعقل وهو منبع لا ينضب للقيم والمبادئ

وقال الرميثي،  لا يخفى عليكم – وأنتم أدرى بشعاب مهنتكم – أن الإعلام يلعب دورا رئيسا في الترويج لخطاب أخوي قائم على التسامح والعيش المشترك، واحترام الاخر وتنوعه الثقافي والحضاري، وشهدنا نماذج إعلامية، وبكل أسف، تنشر خطابا لا إنسانيا يشعل نار الفرقة ويؤجج الكراهية. 

وتابع،  إن مجلس حكماء المسلمين، يسعى جاهدا للعمل على تطبيق القيم النبيلة الواردة في وثيقة الأخوة الإنسانية، بالعمل مع شرائح المجتمع كافة. ولا يمكنني أن أجد قطاعا مهما أكثر من الإعلام في مساعدتنا لإيصال هذه الرسالة الخيرة، ونشرها بديلا لكل أفكار الفرقة وبذور الكراهية.. نشرها ليجد الإنسان في أخيه الإنسان عونا وسندا وجارا وصديقا، وشريكا فيالإنسانية،  واؤكد لكم التزامنا بدعم ما تتفقون عليه؛ مسخرين مهنتكم العريقة من أجل خيرنا جميعا، فالصحافة ليست غاية في حد ذاتها.  ولفت إلى ان غاية الصحافة ليس في ممارستها فقط؛ بل في خدمة الإنسان بأعمق الطرق الممكنة، عبر أدوات مثل الذكاء والخبرة والمهارة، والكثير.. الكثير من الشعور بالإنسانية. اختتم كلمته قائلا:  أنتم في التجمع الإعلامي العربي من أجل الأخوة الإنسانية أهل الدار، ونعول عليكم بصفتكم قيادات إعلامية؛ ونثق أن نقاشاتكم ومداخلاتكم في ورش العمل اللاحقة ستكون قيمة مضافة للإعلام العربي ونقطة تحول في مساره تجاه الإنسانية.

الجريدة الرسمية