كورونا والبترول!
ليس هناك شك فى أن انتشار فيروس كورونا على هذا النحو سيكون له تأثيره على الاقتصاد العالمى ، خاصة إذا استمر لفترة أطول هذا الفيروس ، الذى غزا نحو ثمانية عشر دولة حتى الآن.
وبعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ عالمية بسبب ذلك .. فإن عمليات العزل والإخلاء داخل الصين ، التى ظهر فيها الفيروس وأودى بحياة أكثر من ٢٢٠ شخصا، كان لها تأثيرها ليس فقط على حركة التجارة الصينية مع دول العالم المختلفة، وأيضاً على حركة الإنتاج ، وكذلك أيضا حركة السياحة المتبادلة مع الصين خاصة.
ولعل أكثر وأوضح تاثير لفيروس كورونا على الاقتصاد العالمى هو ذلك الانخفاض الذى شهده سعر النفط عالميا، والذى بلغ قرابة الأربعة دولارات فى سعر البرميل ليصل دون الستين دولارا .. وإذا استمر انتشار الفيروس من المتوقع أن يزيد الانخفاض فى سعر النفط .. فهذا أمر مفهوم فى ظل تراجع حركة الطائرات نتيجة تراجع حركة السفر، وتراجع حركة الإنتاج أيضا ، وبالتالى انخفاض الطلب الصينى الكبير على النفط ، ومعه أيضا الطلب العالمى .
ولا شك أن هذا الانخفاض فى أسعار النفط سيكون له تاثيره على الدول المنتجة له والمستهلكة له أيضا ، ونحن بالقطع من بينها .. فإن ما نشتريه من منتجات بترولية، خاصة السولار والبوتاجاز، سوف تنخفض قيمته وبالتالى سوف تنخفض قيمة الدعم الذى تمنحه الدولة فى موازنتها ، وهو ما سوف يساعدها على تخفيض عجز الموازنة.
وأيضاً سوف يسهم ذلك فى خفض أسعار بيع البنزين التى تم تحريرها منذ سبعة أشهر مضت .. وفى المقابل سوف تنخفض أسعار ما نصدره من غاز إلا تلك العقود المتفق على أسعارها سلفاز
على كل حال يجب أن نكون مستعدين لمتابعة تأثير هذا الفيروس الخطير على الاقتصاد العالمى، لأن أى تباطؤ فيه سيكون له تاثيره علينا أيضا ، فنحن لا نعيش فى جزيرة معزولة، وهذا جربناه عندما نشبت الأزمة الاقتصادية العالمية عام ٢٠٠٨ ، وأدى إلى تخفيض معدل النمو الاقتصادى المصرى من ٧ فى المائة إلى ٥ فى المائة سنويا.