الصفقة : دواء فيه سم وسم فيه مخدر
أفضل تلخيص لصفقة القرن الأمريكية الإسرائيلية بخصوص ما تبقى من الأراضى الفلسطينية هو ما نشره صديق يغيب عنى اسمه اللحظة على صفحته بالفيسبوك، مع لقطة شهيرة من التحفة السينمائية الزوجة الثانية لصلاح أبوسيف، وفى اللقطة يظهر رجل الدين المنافق العجوز خادم السلطة حسن البارودى وشكرى سرحان زوج الفلاحة الجميلة (سعاد حسنى) التى طمع فيها العمدة..
الحوار كما يلي : الشيخ مخاطبا أبو العلا: مبروك يا ابو العلا ...العمدة عايز يناسبك مندهشا : يناسبنى؟ يناسبنى في مين ؟! الشيخ : فاطمة مراتك ! تلك بالضبط صفقة القرن السياسية فى القرن الواحد والعشرين.. قوة رجل الدين بغض النظرعن صحة فتواه ، حرمت وحللت .
حرمت الزوجة على زوجها الأصلى وأجبرته على التطليق وهو كاره، وحللت للعمدة الزواج من امرأة طلقت بالغصب . وفى حال بقايا فلسطين فإن قوة رأس المال والسلاح والإغواء تريد أن تفرض على الفلسطينيين أن يوافقوا على التنازل عن بقايا عرضهم ، كان ترامب يعلن عن الصفقة بصفاقة متناهية، بينما يقف بجواره نتنياهو مسرورا يصفق كصبى العالمة.
للعلم هذه خطة نتنياهو منذ عام ٢٠١٢... تبناها اليهودى كوشنر زوج ابنة ترامب ، يريد ترامب شراء بقايا فلسطين ، بما فيها القدس ، بخمسين مليار دولار مشروعات استثمارية تمولها خزائن خليجية. قال : دولة فلسطينية عاصمتها أبو رديس، جزء من القدس الشرقية العربية، وأنفاق تربط ما تبقى من الضفة بغزة ... ولن تمس أراضى الضفة بأي مستوطنات طيلة أربعة سنوات مدة الحمل الفلسطيني فى الجنين الذي بذرته نتنياهو وترامب !
اقراء ايضا:مجلس إدارة الفوضى
أربعة أعوام للتفاوض إلى حين استيفاء شروط الإذعان كاملة ... فى الوقت ذاته وفى مقابل السمك السابح في الماء هذا ... تحصل إسرائيل على ما تريده فورا ، بضاعة حاضرة، القدس موحدة غير قابلة للتقسيم، الإبقاء على مستوطنات اليهود بالضفة الغربية .غور الأردن . اعتراف أمريكا بشرعية الاستيطان ضم الجولان وأراض من الضفة تراها إسرائيل استراتيجية للحفاظ على أمنها . لا تنازلات تتعلق بأمن إسرائيل. الخمسون مليارا سمك عائم فى قيعان المحيطات.. أما اللحم الفلسطيني فمتاح ... هتكا واغتصابا. هم فعلوا بأنفسهم هذه الفعلة السوداء النكراء.
تنادوا أول أمس وجلس الفرقاء الأعداء الأشقاء على طاولة أبو مازن . هنية والجهاد والقسام ... وقلوبهم شتى رغم التصريحات. كل فصيل له سيده ومموله، هنية بتاع حماس يتبع تركيا وقطر والإخوان وإيران ، ومحمود عباس رجل السلام المطيع طويلا لأمريكا منذ عملية النصب السياسي الكبيرة التى روج لها جورج بوش الابن لإسكات العرب وهو يدمر العراق ، خرجت المظاهرات وستتواصل لكن البناء على الأرض الفلسطينية سوف يستمر ويتوغل لفرض الأمر الواقع، لوتأملنا مفردات كوشنر تاجر الصفقة الأول ، يهودى أصلا، وبومبيو وزير الخارجية لوجدنا تعبير : الوضع الراهن .
اقراء ايضا:الوزيرة المكروهه
القدس اليوم غير القدس فيما مضى، تغيير الواقع هو الانتهازية التى تحرك الخط.. يتحدث ترامب عن صفقة بين اثنين من اللصوص في غياب الضحية، ترامب ونتنياهو ، اللصان يقتسمان الغنيمة ويعتبرانها صفقة.
الواشنطن بوست سخرت من التعبير.. وقالت لا توجد صفقة ، توجد خطة إملاءات، أما عن موقف مصر فيمكن إبداء الملاحظات التالية : جاء بيان الخارجية المصرية رشيدا حكيما يتسم بالعقلانية ... ويلامس بعمق خطاب القوى الكبرى من ناحية وجوب دراسة الخطة.. لم يبادر الخطاب السياسي المصرى إلى الرفض ولا العنتريات القديمة ... دعا الخطاب الطرفين إلى دراسة أبعاد المعروض ... أبو مازن نفسه رغم رفضه الفورة وقوله إن القدس ليست للبيع.. أردف أن بالخطة نقاطا جديدة ومهمة.
تشابه الموقف المصرى مع مواقف ألمانيا وروسيا وفرنسا.. دهاء الرد المصرى أنه رحب بالمبادرة وبالجهود الأمريكية ودعا إلى درسة الجانبين، وبدء التفاوض على أساس الحقوق المشروعة الثابتة للشعب الفلسطينى، لن نحارب معارك غيرنا الذي انسحب منها أساسا! معركتنا الأولى حماية مصر وأمنها واستقرارها، نعم ندعم الحقوق الفلسطينية .. لكن عليهم هم أولا أن يدعموه، انقسمتم فذهبت ريحكم ... وتغتصبكم أمريكا لحساب عدوكم إسرائيل. الاغتصاب المقترح ثمرة الربيع العربى ..وحماس الإرهابية شاركت فيه لتخريب مصر.
أقولها آسفا وحزينا لأجل الشعب الفلسطيني: اشربى يا حماس من نفس الكأس! لا تؤمنوا بوطن بل بخليفة حمار.. استدعوه الآن ليواجه أمريكا إن كنتم رجالا أو كان هو صادقا ! تلك هى النتيجة النهائية لخيانة العملاء والإسلام السياسى . مائة مليون مصرى إلا قليلا يترحمون اليوم على البطل الشهيد أنور السادات... حرر الأرض ... واستردها كاملة بقوة السلاح وسلام المنتصر .