إمام السيدة نفيسة: الوطن ليس حفنة تراب كما يدعي أعداء الوطن
قال الدكتور على الله شحاتة الجمال، إمام وخطيب السيدة نفيسة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد على مكانة الوطن وأهميته وشرف الانتماء إليه حين هاجر من مكة إلى المدينة، فعن سيدنا أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْحَزْوَرَةِ فَقَالَ: عَلِمْتُ أَنَّكِ خَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ ، وَأَحَبُّ الْأَرْضِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ.
وأوضح إمام السيدة نفيسة، أنه لما شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء الدولة الجديدة أراد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعلم أصحابه رضوان الله تعالى عليهم، والدنيا كلها أن الأوطان لا يسعى لبنائها إلا من أحبها ، فكان من دعائه (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ما جاء عن أم المؤمنين عَائِشَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا) قَالَتْ : قَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): “اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَمَا حَبَّبْتَ إِلَيْنَا مَكَّةَ أَوْ أشَدَّ” ، وأشار صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ ثم قال: “اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا – أي طرفيها – كَتَحْرِيمِ إِبْرَاهِيمَ مَكَّةَ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَمُدِّنَا” .
الدكتور على الله الجمال يكتب: مخاطر الانتحار
وأشار إلى أن الانتماء والولاء للوطن هو الحب الحقيقي الذي يدفع إلى العمل الجاد من أجل رفعته ، والمحافظة على ثرواته ، فالوطن ليس حفنة تراب كما يدعي أعداء الوطن ولكن الوطن أرض وشعب ونظام يحكمه لذا يتحتم علينا الاصطفاف لبناء الوطن والمحافظة عليه ، وأننا في هذه الأيام في حاجة ملحة – أكثر من أي وقت مضى – إلى تعميق وترسيخ الانتماء الوطني ، والإحساس بقيمته وأهميته ، وإعلاء المصلحة الوطنية على أي مصالح أخرى .