الانسحاب من اتفاقية أوسلو.. مخاطر "صفقة القرن" المرتقبة
قبيل ساعات قليلة من إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تفاصيل "صفقة القرن" التى ربما تفجر مفاجأة دبلوماسية كبيرة وغير متوقعة اليوم الثلاثاء، بدأ العالم يتحدث عن مخاطر صفقة القرن وفرص نجاحها جراء تسريب بنود خطة السلام الأمريكية المعروفة اعلاميًا باسم "صفقة القرن".
وبحسب عدة تقارير إعلامية ربما يخلق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مفاجأة دبلوماسية كبيرة غير متوقعة، لكن أن كانت التسريبات الأخيرة التى تم تداولها عن "صفقة القرن" صحيحة، فيبدو أن ترامب يستعد لصفقة تتناسب مع أنصاره وليست خطة سلام.
"يوم الغضب"
ربما تدفع "صفقة القرن" إذا كانت بنودها المسربة حقيقة الفلسطينيين إلى مقاطعة إدارة ترامب بسبب أجندتها المؤيدة علنًا لإسرائيل ليس ذلك فحسب بل والتخطيط لـ"يوم غضب" لرفض هذه القرارات التى تفرضها الإدارة الأمريكية.
صفقة القرن هدية ترامب "المفخخة" لـ"نتنياهو" | تقرير
ومن المحتمل أن تحاول السلطات الأمريكية اقنتاع الأطراف المختلفة للفلسطينيين أنه من مصلحتهم الكبيرة قبول الأمر الواقع، مع التركيز على الشئون الاقتصادية بدلا من الطموحات الوطنية المبددة، على أن يدركوا أنهم سيرتكبون خطأ فادحا إن رفضوا الصفقة.
"وثيقة استسلام"
قد تبدو صفقة ترامب وثيقة استسلام أكثر من كونها أي شيء آخر، إذ تمثل فرصة لإسرائيل لتأكيد انتصارها على الفلسطينيين مرة أخرى وإلى الأبد، بعد 7 عقود من الاستقلال وأكثر، حيث ستسمح للصهاينة بإقامة دولتهم وسرقة الأراضى الفلسطينة بشكل مشروع.
أهداف شخصية
قد يرتبط توقيت إعلان الصفقة بالحاجة السياسية والقانونية لترامب ونتنياهو، مع فرص تحقيق انفراجة دبلوماسية، فكلا الرجلين يواجهان انتخابات وتحقيقات، إذ تجرى جلسات محاكمة فى مجلس الشيوخ الأمريكى تتهم ترامب بارتكاب جرائم قصوى ومخالفات، أما نتنياهو فيواجه اتهامات جنائية بالفساد والرشوة وخيانة الثقة.
قد يحمل فشل مساعى السلام خطورة كبيرة، لاسيما بعد أن أعقب انهيار قمة كامب ديفيد للسلام عام 2000 انتفاضة فلسطينية اتسمت بالعنف، وبذلك يبدو أن المخاطر كبيرة، وفرص النجاح ضعيفة.
"اتفاقية أوسلو"
وفى حال لم تلقى خطة ترامب المرتقبة القبول من قبل الشعب الفلسطينى، سيكون ذلك بمثابة ضربة لاتفاقية "أوسلو" التى تحدد العلاقة مع اسرائيل بعد أن هدد الفلسطنيون بالانسحاب.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الأحد الماضى، لوكالة فرانس برس أن “خطواتنا للرد على إعلان صفقة القرن تتمثل بإعلان تنفيذ قرارات المجلس المركزى لمنظمة التحرير وأبرزها إعلان انتهاء المرحلة الانتقالية ”.
وتنص اتفاقات أوسلو الثانية الموقعة فى سبتمبر 1995، على فترة انتقالية من خمس سنوات يتم خلالها التفاوض على قضايا القدس واللاجئين والمستوطنات والترتيبات الأمنية والحدود والعلاقات والتعاون مع جيران آخرين.
وبموجب هذه الاتفاقات، قسمت الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق: الأولى خاضعة للسيطرة المدنية والأمنية الفلسطينية، والثانية تخضع لسيطرة مدنية فلسطينية وأمنية اسرائيلية والثالثة تخضع لسيطرة مدنية وأمنية اسرائيلية.
وكان يفترض أن تنتهى هذه الاتفاقات بحلول 1999 لكن تم تجديدها بشكل تلقائى من قبل الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى.
