رئيس التحرير
عصام كامل

علماء الأوقاف يكشفون عن مظاهر الأدب مع الله

الدكتور على الله
الدكتور على الله الجمال

كشف علماء وزارة الأوقاف عن مظاهر الأدب مع الله عز وجل، وقد بين الشيخ محمد أبو بكر جاد الرب، إمام وخطيب مسجد السيدة زينب رضي الله عنها، أن الأدب مع الله سلوك الأنبياء، ومنهج الأتقياء، وما استعمل عبد الأدب إلا فاز ونجح ، وما جانبه إلا خاب وخسر ، مشيرًا إلى أن مقامات الأدب مع الله كثير ، منها : معرفة قدرة الله  عز وجل  ، قال تعالى : ” اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ” ، ومنها : مقابلة نعمه المتتابعة علينا بالشكر والثناء عليه، وعدم جحدها وكفرها ، فنعم الله علينا كثيرة لا تعد ولا تحصى ، قال تعالى : “وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ”، وقال تعالى: ” وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ”  .

 

وأوضح جاد الرب أن النعم كلها من الله تعالى ، كما أشار إلى أن من مقامات الأدب مع الله سبحانه: نسبة الخير له، ورد الفضل إليه سبحانه وتعالى ، وترك نسبة الضر إليه وإن كان جل جلاله هو خالقه ومقدره، فهذا خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام لما ذكر الخلق والهداية والرزق نسبها إلى الله تعالى فقال: “الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ” ، ولما ذكر المرض نسبه لنفسه فقال: “وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ”، وكذلك قول الخضر (عليه السلام) في السفينة التي خرقها: (فَأَرَدْتُ أَنْ أعِيبَهَا)، ولم يقل : “فأراد ربك”؛ حفظًا للأدب مع الله تعالى بعدم نسبة العيب إليه..

 

وفي ذات السياق أكد الدكتور على الله الجمال، إمام مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها أن الأدب مع الله حال وسلوك شريف، وهذا الحال يزداد كلما ارتقى الإنسان في عبادة ربه ، والأدب مع الله تعالى من أجل العبادات ، وأفضل القربات، وهو حال الأنبياء والأولياء، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم  دائمًا ما يقول تأدبًا مع الله تعالى :” اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَنَصِيرِي ، بِكَ أَحُولُ، وَبِكَ أَصُولُ ، وَبِكَ أُقَاتِلُ ” ، ويقول :” إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ “، ويقول :” اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو ، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ” ، .

 

 

مواعيد مسابقات القرآن الكريم 2020

وأضاف الجمال: سيدنا سليمان عليه السلام لما وهبه الله الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده ، قال :” رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ” ، وكان حال الأولياء في الأدب مع الله تعالى الانكسار الدائم، وهو حال شريف باطني ، مستشهدًا بالعديد من الشواهد التي تؤصل للأدب مع الله تعالى ، فقد سئل عقبة بن عامر -رضي الله عنه- عن قوله -تعالى-: (الذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ) أهم الذين يصلون دائمًا ؟ فقال : “لا، ولكنه إذا صلى لم يلتفت عن يمينه ولا عن شماله ولا خَلفَه”.

وأوضح الشيخ مصطفى عبد السلام، إمام مسجد سيدنا الحسين رضي الله عنه أن الله تعالى أنزل سورة في القرآن تعلمنا الأدب ، وهي سورة الحجرات وقد اشتملت بما يزيد على عشرة آداب ، منها : الأدب مع الله تعالى ، ومنها : الأدب مع سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، ومنها الأدب مع الناس ، وقد نادى الله على المؤمنين في بدايتها ، فقال تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ ” .

 

وبين عبد السلام أن للأدب مع الله تعالى مظاهر كثيرة ، منها : أن نحسن الظن بالله تعالى ، فهو الرحيم ، وهو الرحمن ، وهو الجواد ، لهذا عاتب الله تعالى ونعى على الذين أساءوا الأدب معه ، فقال تعالى :” الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ ” وقال :” وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا” ومنها : شكره على النعم ، فالمنعم يستحق الشكر ، والشكر ينبغي أن يكون له وحده ، وهذا دأب الأنبياء والمرسلين ، فهذا سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) لِمَا أكرمه الله بختم رسالاته ورفعه بأعلى درجاته يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ويقول: “أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا”.

الجريدة الرسمية