العشاء الأخير مع الشيخ إمام!
وكما تمر ذكرى رحيل المفكر الكبير الراحل الدكتور فرج فودة.. تمر أيضا ذكرى رحيل فنان الشعب الشيخ إمام.. الصوت الذي هز عروش الحكام في مصر وخارجها.. عرب وغير عرب.. ورغم دكتاتورية النظام السابق إلا أننا يجب أن نعترف بأن الحركة الناصرية في أوائل ومنتصف التسعينات كانت انجح كثيرا فلم يكن يمر يوم دون فعالية أو مناسبة أو تجمع.. وهي تقاس بتأثيرها الإيجابي وأثرها خارج محيطها.. ولم يكن يمر يوم تقريبا إلا وهناك تجمع ناصري أو يساري أو مشترك يتم هنا أو هناك.. بما في ذلك وجود ملحوظ للإخوان المسلمين الذين كانوا وقتها جزءا من المعارضة قبل انقلابهم على الجميع.. ورغم صغر سني إلا أنني كنت ولله الحمد وبفخر كبير أحمد الله عليه وأشكر الأقدار بسببه كنت موجودا في أغلب الفعاليات والأنشطة بما فيها هذه الدعوة الكريمة من الناشط والحقوقي البارز نجاد البرعي.. كانت دعوة على العشاء على شرف الشيخ إمام.. كنت مع الكاتب الصحفي الكبير حسنين كروم والمحامي البارز أحمد عبد الحفيظ.. وربما كنت ممثلا عن الشباب والطلبة.. كان العشاء عند كبابجي شهير جدا في منطقة السيدة زينب أو تحديدا في "المدبح" وهو كبابجي تشد له الرحال وأتذكر أن المكان تحول إلى نكات كل لحظة من الشيخ إمام الذي اكتشفنا أنه ساخر من طراز فريد جدا حوّل الليلة إلى سهرة من الفكاهة والمرح.. وحكى ما حكى من ذكريات عن الجميع.. وخصوصا أحمد فؤاد نجم توأم عمره وكان الخلاف بينهما على أشده وانفصالهما قد تم.. إلا أنه ذكره بكل خير.. وبعد أيام أو أسابيع رحل الشيخ إمام بعد أن ودع الدنيا بابتسامته وسخريته منها ومن عمره فيها!
وفي ذكرى رحيله لا يمكننا إلا طلب الرحمة لأشهر صعاليك العصر الحديث.. عاش من أجل الناس.. ومات في حبهم.. ولم ترهبه السجون أو المعتقلات ولم يرتجف من أي تهديدات وعاش حتى رحل لم تفارقه ابتسامته حتى لو كانت بطعم الألم..
رحم الله الشيخ إمام.