أسبوع اللقاءات السرية يقلب الموازين السياسة فى المنطقة | تقرير
يبدو أن الساحة السياسية والإقليمية في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، ستشهد بعض التطورات خلال الفترة المقبلة، فمنذ عام 2011، تشهد المنطقة الإقليمية بأكملها العديد من التغيرات، فهناك علاقات سياسية تم قطعها وتجميدها، وأيضاً هناك تحالفات جديدة ظهرت علي الساحة، فـ«صديق الأمس هو عدو الغد .. وعدو الأمس هو صديق الغد»، نظراً للصراعات والتوترات الدائرة في المنطقة المشتعلة.
لقاء سوري سعودي
انقطع التواصل الرسمي بين سوريا والمملكة العربية السعودية منذ ما يقارب الـ 10 سنوات بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، ولكن أفادت بعض وسائل الإعلام المحلية، ببدء تقارب العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة، حيث شارك مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة، «بشار الجعري» في حفل خاص على شرف وزير الدولة السعودي، فهد بن عبدالله المبارك، تحضيرًا لرئاسة السعودية للاجتماع القادم لـ«مجموعة العشرين»، في إطار تلبية دعوة مندوب السعودية في الأمم المتحدة «عبدالله بن يحيي المعلمي».
وأشارت بعض الوكالات الإخبارية، إلى أن المسئولين السعوديين قد عبرا عن محبتهما لـ«سوريا»، خلال الحفل، مؤكدين على أن ما شهدته العلاقات بين البلدين ليس سوى سحابة وستمر حتمًا، ويري المحللون السياسيون، أن هذا اللقاء يعد خطوة جديدة في إطار المساعي الرامية، إلى تطبيع العلاقات «السعودية – السورية» بشكل متدرج، لأسباب واعتبارات عدة لديها علاقة بمصالح البلدين.
ويعتبر الهدف الأساسي الذي يمكن أن تحققه سوريا من خلال إعادة العلاقات مع المملكة العربية السعودية، هو العودة إلى «الجامعة العربية». حيث تدرك دمشق أن وزن الرياض السياسي مهم جدًا لتحقيق هذا الغرض.
أما السعودية فإنها تقتنع بأن إعادة العلاقات «السعودية - السورية» إلى مجراها الطبيعي، يمكن أن يساعدها على تحقيق عدة أهداف، منها إيجاد وسيط طبيعي مع «إيران» لتجاوز التصعيد «الإيراني-السعودي»، وفتح أفق لإنهاء النزاع اليمني الذي يعرقل مشروع المملكة الرامي إلى تنويع مصادر الثروة السعودية، وتجاوز مرحلة الاعتماد شبه الكلي على عائدات النفط.
بالإضافة إلى منع مزيد من التفتيت والتدمير للدول العربية، وتحجيم الدور التركي، والتنسيق في بعض القضايا الخلافية في حرب اليمن، والدور الإيجابي الذي يمكن لسوريا أن تلعبه مع إيران، عدا عن التوافق في الملف الليبي بين البلدين مما يعني أن نقاط التقارب والتوافق أكبر من نقاط الاختلاف.
ويعتقد البعض أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يحرص على عودة العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، حيث أن ذلك سيسمح لروسيا بتيسير التنسيق مع قوى إقليمية في منطقة الشرق الأوسط، منها، «السعودية، وإيران، وتركيا، ومصر»، بالإضافة إلي أقتناعة بأن انخراط المملكة العربية السعودية في إعادة إعمار سوريا، بعد عودة العلاقات بين البلدين سيشكل عنصر إيجابي للبلدين.
طهران تبدي استعدادها لإعادة إعمار المدارس في سوريا
لقاء تركي سوري
منذ منتصف عام 2011، وصل التوتر بين سوريا وتركيا إلى ذروة الخلاف، على خلفية دعم أنقرة لبعض فصائل المعارضة السورية، ولكن يبدو أن العلاقة ستشهد العديد من التغيرات والصفقات في الآونه الأخيرة.
حيث أعلنت حكومة النظام السوري في وقت سابق، إجراء لقاءات ثنائية برعاية روسية بين رئيس الاستخبارات التركية «هاكان فيدان» ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري «اللواء علي مملوك»، ما يشير إلي احتمال عودة العلاقات الدبلوماسية تدريجيا بين البلدين.
وهدد هذا الإعلان مصير العديد من الأطراف في سوريا، أبرزها فصائل المعارضة المسلحة في إدلب وقوات سوريا الديمقراطية، حيث يحاول البلدين الوصول إلى اتفاقيات أمنية جديدة بشكل مباشر، بعد سنوات من وساطات روسية وإيرانية بين الطرفين.
وبحسب التسريبات التي تداولها الإعلام التركي والروسي، فإن الاستخبارات التركية قد طلبت من «علي مملوك»، تحجيم الدور الكردي المتصاعد في بلاده من خلال قوات سوريا الديمقراطية، مقابل أن ترغم أنقرة الجماعات المدعومة منها على الانسحاب من إدلب وريفها بشكل مبدئي.
ويسعي الجانبين، التركي والسوري، للتخلص من خصومهما معاً، فأنقرة لا تريد أن يكون للفصائل الكردية أي نفوذ داخل سوريا، في حين توافق دمشق على ذلك، وتطالب أنقرة بسحب جماعاتها المسلحة من سوريا مقابل تنفيذ شروطها.