ترامب وبوتين والسلطة!
فى نفس اليوم الذى بدأت فيه اللجنة التشريعية فى البرلمان الروسى (الدوما) تدرس التعديلات الدستورية التى اقترحها الرئيس الروسى بوتين، بدأ مجلس الشيوخ فى أمريكا إجراءات محاكمة الرئيس الأمريكى ترامب التى طلب مجلس النواب فيهاعزله!..
وهنا يمكن أن يثور السؤال: هل ثمة علاقة بين الأمرين غير بالطبع أن الديمقراطيين فى أمريكا سيكررون بمناسبة محاكمة ترامب الاتهامات التى سبق أن وجهوها حول مساعدة بوتين له فى الانتخابات الرئاسية السابقة؟!
والإجابة نعم، وتتمثل هذه العلاقة فى السلطة!
ففى روسيا اقترح بوتين تعديلات دستورية تخصم من صلاحيات رئيس الجمهورية وتمنحها للبرلمان من أجل السلطة، أو تحديدا من أجل الاحتفاظ بها بعد انتهاء فترته الرئاسية الحالية بعد نحو أربعة أعوام.. فهى تعديلات تمنح البرلمان (الدوما)، الذى لحزبه الأغلبية فيه، حق اختبار رئيس الحكومة والوزراء بدلا من رئيس الجمهورية كما هو فى الدستور الحالى..
وهو المنصب الذى يبدو أن بوتين يفكر فيه مجددا بعد انتهاء فترة رئاسته الحالية، وذلك بعد أن استبعد تعديلات دستورية تستهدف إلغاء حظر البقاء فى رئاسة الجمهورية أكثر من فترتين متتاليتين.. أى اأن بوتين يسعى لترتيب الأوضاع ليصير حائزا على السلطة بعد عام ٢٠٢٤.
واقرأ أيضا: "ترامب" يخسر التحدى
أما فى أمريكا فإن ترامب يدافع وبقوة خلال محاكمته للمحافظة بقائه فى السلطة ليس لفترة رئاسته الحالية فقط وإنما لفترة رئاسية مقبلة أيضا، بينما يسعى خصومه الديمقراطيون للإطاحة به وطرده من البيت الأبيض ليستعيدوا هم السلطة مجددا التى افتقدوها بخسارة هيلارى كلينتون الانتخابات الرئاسية السابقة امام ترامب..
ولذلك هو يحاول إنهاء هذه المحاكمة فى أقصر وقت ممكن حتى يظفر ببراءته ويخرج منها أقوى ويتفرغ تماما لحملته الانتخابية.. بينما يريد الديمقراطيون إطالة أمد هذه المحاكمة للتشهير به وإضعافه انتخابيا لمعرفتهم بصعوبة إدانته وعزله لوقوف الجمهوريين داعمين له.
وهكذا هى السلطة التى تشغل من يحوزها من يسعى لان يمسك بها، وهذا يحدث فى كل مكان، حتى فى البلاد التى يرفع فيها شعارات الديمقراطية والتباهي بها.