معرض الكتاب وتحديات غير محسومة
خلال كتابة هذه السطور؛ تنطلق فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب فى دورته الحادية والخمسين المقررة فى الفترة من ٢٢ يناير حتى ٤ فبراير ٢٠٢٠، بمشاركة نحو ٤٠ دولة والمئات من دور النشر العربية والمصرية، وحضور دولة السنغال كضيف شرف، تحت شعار "مصر أفريقيا.. ثقافة التنوع".
للعام الثانى على التوالى؛ يستضيف مركز المنارة للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس؛ الحدث الثقافي الإقليمي والدولي الأبرز، وكانت هناك اعتراضات كبيرة على نقله من أرض المعارض الدولية بمدينة نصر فى احتفالات اليوبيل الذهبي يناير الماضى، لكن حضور ثلاثة ملايين مواطن فعالياته؛ وروعة التنظيم وحماية الناشرين ومعروضاتهم؛ وغيرها من مظاهر النجاح؛ ردت بقوة على آراء رافضة لهذا الإجراء، وهى مقبولة ومنطقية بالتأكيد؛ خاصة مع تباهي هيئة الكتاب ووزارة الثقافة بحضور أكثر من ٤ ملايين مواطن للمعرض عام ٢٠١٨ بمقره القديم.
اقرأ أيضا : تشريع عقابي يؤجج الصراع الأسري
لكن أهدافا للقائمين على نشر الكتاب كوسيط معرفي؛ لم تتحقق بالضرورة حتى اللحظة، وأركز هنا على حديث سابق لرئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور هيثم الحاج علي؛ "قبل عامين" بأن مشروعه لنشر الثقافة والمعرفة؛ يركز على الكتاب الإلكتروني كوسيط أنسب للقراء؛ خاصة جيل الشباب والأطفال، وهى مسألة تأخرت كثيرا ولم تبذل جهود واضحة معلنة لإنجازها.
الحديث عن الكتاب الإلكتروني؛ جاء مع سيرة حضور جامعة الدول العربية ضيف شرف على المعرض؛ ومثولها كشريك للهيئة؛ وربما اتحاد الناشرين العرب؛ والمصريين؛ فى تطبيق مطور لفكرة تنتظرها الملايين؛ ربما تتغير معها ملامح المعرض كلها، كما أضفت علي فعالياته مشاركات هيئات الطفولة وجهات فنية مختلفة جاذبية جديدة؛ كانت وراء عودة الأسر المصرية البسيطة وأطفالها إلى المعرض.
حينما دعت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم؛ أفراد الأسرة المصرية لحضور المعرض هذا العام؛ كانت تدرك أن سر نجاحه فى مكوناتها متنوعة الذوق متباينة الأعمار، وقد حقق حضورها رواجا كبيرا لدورة اليوبيل الذهبي؛ أبهر العالم و دعا أصواتا بعيدة لتعلو منادية بتكرار الحدث مرة إضافية خلال العام الواحد.
كيف لطفل أو صبى يتعامل مع تطور تكنولوجي متسارع؛ ووسائط معرفية غير محدودة طبيعتها؛ وتابلت فى مدارس التعليم مع تحفظاتنا على التجربة، أن نخاطب رغباته المتقلبة والمتبدلة بذات الوسيط؛ الكتاب المطبوع، بينما نضيع وقتا طويلا أمام فرص حضوره فى ملتقى به من التنوع ما يشجعه على البقاء ركنا أساسيا فى نجاحاته المتكررة.
واقرأ أيضا : ساديو مانى يستحقها
لفتة أخيرة؛ تتعلق بالتنسيق بين هيئة الكتاب وهيئة النقل العام ومشروع نقل الركاب الجماعي بالقاهرة الكبرى، وقد أنجزا سويا جهودا كبيرة لنقل رواد المعرض لمقره الجديد، لكن أسطول أتوبيسات النقل وسيارات السرفيس لم يغط كافة محاور وميادين الإقليم بشكل يسهل معه تماما توفير وقت ملائم لبقاء المواطن فترة أطول داخل المعرض، خاصة مع طوابير طويلة للوصول إلى تذاكر الدخول؛ ثم التفتيش المتكرر خلال عملية الانتقال بين مباني مركز المعارض نفسه؛ رغم سابقة التفتيش المناسب عند أسواره.
نتمنى أن يكون تنظيم المعرض هذا العام على مستوى يقبله زوراه ورواده؛ وأن يعي العاملون بكل الجهات والهيئات الداعمة والمشاركة أهميته فى رواج أكبر للمعرفة؛ والسياحة أيضا؛ وسيظل المعرض حالة تستدعى التقييم المستمر لأجل تطوير الأداء خلال دوراته المقبلة.