جولة خامسة لكيري بالمنطقة "بلا بوادر حلول"
يبدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الثلاثاء المقبل، زيارة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، بحسب مصادر إسرائيلية وفلسطينية.
ورغم أنها الجولة الخامسة لكيري بالمنطقة منذ توليه مهام منصبه في يناير الماضي، بيد أنه لم ينجح حتى الآن في "بلورة أفق لحلول" بشأن الملفين السوري والإيراني، أو حتى تحريك مفاوضات السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفق ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية.
وتناولت صحف إسرائيلية، اليوم الأحد، الزيارة المرتقبة بحالة من "التشاؤم" إزاء احتمالات أن تسفر عن أي تقدم ملموس على صعيد العملية السلمية، وقالت صحيفة "معاريف": "يعود كيري للمنطقة وفي جعبته وعود عن حل للملفات السوري، الفلسطيني، الإيراني، لكن الحقيقة على الأرض تحكي الكثير عن اضطراب في سياسة الولايات المتحدة بالمنطقة".
هذا الاضطراب دفع الصحيفة نفسها للحديث بشكل جلي قائلة: "يزعم الكبار في الغرب قيادة الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، لكن الأيام أثبتت، أن مسارها كشف ضعف وفشل الولايات المتحدة، إسرائيل، أوربا وكل من لهم صلة في دعم المعارضة السورية".
وأضافت "معاريف" أنه "في كل لقاء جمع إسرائيل في الولايات المتحدة كان العنوان الأبرز سوريا، حزب الله، النفوذ الإيراني، ترتيب المنطقة، ثم عند الحقيقة نجد أن جعبة الضيف الأمريكي فارغة من الفعل، على أرض الواقع".
من جانبها قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" "يعود كيري للمنطقة في زيارة يناقش فيها ملفات كبيرة تحتاج إلى موقف، ومبادرة ووضوح، خاصة في ظل نذر مواجهة متدحرجة قد تعم المنطقة جميعها ".
واهتمت صحيفة "هآرتس" بملف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، واصفة جهود كيري في إحياء عملية السلام بـ"جهد في فراغ أو سراب تبدده الحقيقة على أرض الواقع".
وأضافت أن إسرائيل تمارس خطواتها الأحادية في بناء المستوطنات، وعدم تقديم رؤية واضحة للسلام، وفي المقابل السلطة الفلسطينية "لا تتقدم بشكل كاف نحو عملية سلام حقيقية"، بحسب الصحيفة.
فيما تساءلت القناة الثانية الإسرائيلية عن السبب الحقيقي الذي يدفع وزير الخارجية الأمريكية لزيارة المنطقة خمس مرات في غضون شهرين فقط.
وفي تحليلها للأمر، استبعدت أن تكون الزيارات المتكررة لكيري مجرد "جولات عبثية" ولخصت أسباب الجولات المتعددة في ثلاث نقاط.
أولا: تحرك واشنطن باتجاه تسريع الموقف من إيران، وملفها النووي خاصة بعد تسريبات أمريكية حول تدريبات ضخمة لقصف مواقع نووية في باطن الأرض، متزامنا ذلك مع تقارير تحدثت عن وضع قائمة بالأهداف المحتمل تدميرها في إيران.
ثانيا: إدراك الإدارة الأمريكية مدى خطورة أن تتحول سوريا إلى فضاء مفتوح للحركات المتشددة في المعارضة السورية أو حزب الله، مما يجعل زيارة كيري مهمة في هذه المرحلة لتناسب مستوى التوتر القائم.
ثالثا: أما الملف الفلسطيني فهو، برأي القناة، السهل الممتنع، فهو سهل من خلال إمكانية جمع أطراف المعادلة على طاولة مستديرة، لكنه عسير في توفيق رؤية مشتركة لحل الصراع، الذي يكتنز في جوفه معوقات تصل حد الإستحالة في التفكيك سواء كان ذلك على صعيد طبيعة الحل المقبول، أو القدرة على إقناع الشعوب بقبول تلك الحلول، مما يحتم على واشنطن أخذ الأطراف إلى نقطة مشتركة في هذه المرحلة.
وختمت القناة تحليلها قائلة إن "هذه الثلاثية، وإن غاب التفصيل في الحديث عنها، إلا أن الواضح هو أن كيري سيسعى إلى التنسيق الجدي مع إسرائيل في تفاصيل تلك الملفات الثلاثة".