رئيس التحرير
عصام كامل

فلنتعلم من الدببة.. كيفية حب الإخوان


جميعنا يعلم قصة الدبة التي قتلت صاحبها، وتلك هي القصة لمن لا يعرفها..

"القصة تحكى عن رجل يعيش بالغابة مع دبة تحبه حبًا شديدًا ولا يفترقان أبدًا، وفى أحد الأيام بعد العمل الشاق نام الرجل أسفل شجرة وجلست الدبة بجواره تحرسه وتهيئ له الجو الهادئ والمناسب لينال أفضل قسط من الراحة، إلا أن هذا الجو المثالى لم يستمر طويلًا، حيث إن ذبابة جاءت إلى المكان وظلت تطير فوق رأس الرجل وتصدر طنينًا مستمرًا، وأخذت الدبة تحاول إبعادها إلا أن كل محاولاتها لم تفلح وباءت بالفشل، وبدأت الدبة تقلق على صديقها أن تزعجه الذبابة فتوقظه من نومه، وقررت أن تنتظر حتى تقف الذبابة على أي شىء فتضربها ضربة قوية تتخلص بها من الذبابة، وبعد فترة ليست بالقليلة وقفت الذبابة على رأس الرجل فأحضرت الدبة حجرًا وقذفت به الذبابة بقوة للتخلص منها، فماذا كانت النتيجة؟ طارت الذبابة ومات الرجل من شدة الضربة، وفقدت الدبة صديقها لخوفها الشديد وحرصها الزائد على راحته.


يجب جميعا أن نعترف أننا كمصريين نحب بعضنا البعض، فبغض النظر عن الإفقار والتجويع والجهل المتعمد الذي وضعنا فيه لأسباب كثيرة، إلا أن الوطنية بداخل كل مصري لا يمكن أن نختلف عليها ولا نملك صكوك الوطنية ولا صكوك التخوين..

ونقيس على وضعنا الحالي لنري كمية كراهية كبيرة لدي الشارع من كل اتجاهاته تجاه بعض ممن يحملون الجنسية المصرية يصفون أنفسهم بأنهم "جماعة الإخوان المسلمين"، ولكن ما العمل هل ننتظر انفجار الشارع ليلقي بهؤلاء في النيل؟ أو يتم تذبيحهم في الشوارع ويكون هناك رد فعل من الإخوان أنفسهم ويستعينون بفرعهم في فلسطين؟ أو حلفائهم من السلفنجية في سيناء! أو يخرجوا السلاح المخزن لديهم كما يدعون.. أو أو.. أفكار كثيرة من جميعها تصب في خانة اللون الأحمر "الدم".

ولأجل أن تبقي الوحدة المصرية واحدة متماسكة، ولأجل منع أن تقوم أول حرب داخل حدود الدولة الواحدة منذ عهد مينا موحد مصر الأول.. علينا التفكير في كيفية إجراء عملية جراحية بسيطة تفصل الإخوان عن السلطة، وبالتالي تفصلهم عن كراهية الشعب حتي ولو استمرت فلن تأتي بحرب ولكن مناوشات مصيرها الانتهاء".

على الإخوان أنفسهم أن يفكروا في الخروج الآمن، "فليس لهم متوي غير مصر ولا شركات ولا استثمارات إلا بمصر، وليس لديهم شعب يشتغلونه بشعارات الأقصي والخلافة غير المصريين، على الإخوان أن يعوا ذلك جيدا.. أن يظلوا في السلطة وينتظروا ثلاث سنوات على جثث الشعب حتي الخروج النهائي من كل البلاد ولا رجعة فيه.. أو يعرضوا هم الخروج الآن وليس خروجا بقدر ما هو حفاظ على وحدة الدولة.. تقديرا منهم أن الوطن أهم.. ويكون لديهم بذلك سبيل لبقائهم ضمن فصائل الشعب المنطوي تحت علم وأرض الدولة المصرية الحبيبة.

نعرض على الإخوان أن يبادروا هم بحسن النوايا، ليجد بعض المثقفين والساسة سبيلا للدفاع عنهم، لكن أن يقطعوا كل السبل بأيديهم فسيكون لزاما على الجميع غض الطرف عما سيتعرضون له وذلك أمر ليس فيه جدال.. الدبة قتلت صاحبها خوفا عليه.. وأعتقد أن بعض ممن ينادون أن الإخوان فصيل وطني سيلجأون لنفس العمل خوفا على وحدة الفصيل الأكبر والأوحد.. شعب مصر.

الجريدة الرسمية