ناشط شيعي لبناني: تدخل حزب الله بسوريا أشعل نار الفتنة المذهبية بالمنطقة
اعتبر الناشط السياسي اللبناني الشيعي مصطفى فحص، أن "الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة وقعت فعلًا" في منطقة الشرق الأوسط، نتيجة التدخل العسكري العلني لحزب الله اللبناني والقتال إلى جانب النظام السوري.
وفي تصريحات خاصة لمراسل الأناضول، أضاف فحص أن "حدة خطب الجمعة في العواصم الإسلامية السنية والشيعية تؤكد ذلك، خاصة في طهران والدوحة والرياض".
وفي الأسابيع الأخيرة، وجه آية الله محمد امامي كاشاني، أحد خطباء الجمعة بطهران هجومًا عنيفًا على أهل السنة ووصفهم بـ"الصهاينة"، فيما شن يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العاليم لعلماء المسلمين خلال خطبة جمعة بالعاصمة القطرية الدوحة هجومًا على رئيس النظام السوري بشار الأسد، وحزب الله اللبناني وإيران وروسيا، قائلًا: "إن العلويين -الذين وصفهم بـ"النصيرية"-هم أكفر من اليهود والنصارى" على حد قوله، ودعا كل المسلمين حول العالم إلى التوجه نحو مدينة القصير السورية لمقاتلة حزب الله.
ورأى فحص أن ما سرّع بإشعال نار الفتنة في المنطقة هو "تدخل حزب الله في مدينة القصير السورية، مؤكدًا أن "الحزب لا يملك التبريرات الكافية لهذا التدخل".
وأشار إلى أن "المصلحة السياسية للطرف الذي يقف وراء حزب الله -في إشارة إلى إيران- هي التي دفعته للتدخل في القصير"، واصفًا هذا الطرف بأنه "يحارب بحزب الله والشيعة من أجل مصالحه الإقليمية والدولية".
وأضاف فحص أن "العقلاء في المعارضة السورية لا يرغبون في نقل المعركة العسكرية إلى لبنان"، معتبرًا أنهم "بحاجة إلى لبنان الآمن للاستفادة منه في العمليات الإغاثية والطبية وحماية اللاجئين".
وأشار الناشط الشيعي إلى أن ما اسماه بـ"التورّم الذاتي" عند حزب الله "يجعله لا يقبل الحوار والنصيحة من أحد حتى من الشيعة".
وقال فحص "إن لبنان يعاني منذ العام 2005 -اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري- انقسامًا مذهبيًا وطائفيًا كبيرًا".
واعتبر فحص أن "الأزمة السورية المستمرة منذ مارس 2011 زادت من شدة وحدة العداء بين اللبنانيين الذين انقسموا أيضًا إلى فريقين اثنين؛ فريق مع النظام السوري، وفريق مع المعارضة والشعب"، مضيفًا أن "احتمالات أن ينفجر الوضع الأمني في لبنان هي احتمالات كبيرة جدًا".
وشهدت مدينة القصير في الأسبوعين الماضيين معارك ضارية بين قوات نظام بشار الأسد وحزب الله اللبناني من جانب ومقاتلي المعارضة السورية من جانب آخر، سقط خلالها عدد كبير من القتلى والجرحى.
وانتهت المعارك إلى سيطرة النظام السوري وحزب الله على المدينة الأربعاء الماضي، بحسب ما أعلنه النظام، وهو ما أكدته قيادات في المعارضة السورية.
ومنذ عدة شهور، تشهد مدينة طرابلس، شمال لبنان، اشتباكات متقطعة مع عناصر موالية لنظام بشار الأسد وأخرى معارضة له. والشهر الماضي، شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت - المعقل الرئيسي لحزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب قوات الأسد ضد قوات المعارضة - سقوط صواريخ من نوع غراد؛ ما أدى غلى مقتل 4 سوريين