رئيس التحرير
عصام كامل

مسئولة أممية: الوضع على الأرض فى سوريا تجاوز أسوأ مخاوفنا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أكدت نافى بيلاى، المفوضية السامية لحقوق الإنسان، أن الوضع على الأرض في سوريا قد تجاوز أسوأ المخاوف، حيث ازداد العنف الوحشى وانتشر بشكل مضطرد وعلى نحو متزايد أيضا على أسس طائفية وعرقية وبما أصبح يضيف عنصرا جديدا قابلا للاحتراق إلى ما بدأ مجرد نضال سياسي واجتماعى.


وأضافت المفوضة السامية في كلمة لها أمام المنتدى الذي عقد في قصر الأمم المتحدة على هامش أعمال الدورة 23 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وتحت عنوان ( سوريا - الطريق إلى السلام ) أن تنامى دور الجماعات المتطرفة في النزاع السورى مثل جبهة النصرة بات يسهم بدوره في ضراوة الصراع وفى زيادة معاناة المدنيين وكذلك التزايد المتنامى لاعداد المقاتلين الاجانب وتوريد الأسلحة لكلا الجانبين.

ولفتت إلى أن البعد الإقليمى للصراع السورى أصبح واضحا وأنه ينمو أكثر وأكثر وبشكل لاتحمد عقباه مشيرة إلى أنها كانت قد حذرت في بداية الأزمة في سوريا من أن الوضع في سوريا من الممكن أن يهدد الوضع الهش في المنطقة ويمتد عبر حدودها ولكن ماكان مخاوف في الامس اصبح واقعا اليوم.

واستعرضت بيلاى في كلمتها بالامم المتحدة في جنيف الانتهاكات الجسيمة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في سوريا والتي تضمنها تقرير اللجنة الدولية لتقصى الحقائق والذي استعرضه مجلس حقوق الإنسان قبل ايام وماشمله مما تقوم به قوات النظام والميليشيات التابعة لها من اعمال العقاب الجماعى ضد المدنيين في المناطق المؤيدة للمعارضة وكذلك استخدام الاعتقالات التعسفية على نطاق واسع والتعذيب والاعدام دون محاكمة وخارج القضاء وقالت بيلاى أن تجاهل حياة الإنسان وكرامته من قبل اطراف الصراع اصبح أمرا مروعا تماما كما أن الجرائم الخطيرة وجرائم الحرب اصبحت هي القاعدة سواء من قبل النظام أو بعض جماعات المعارضة المسلحة.

وأعربت عن قلقها الشديد ازاء ماذكرته لجنة التحقيق الدولية في تقريرها بشأن وجود أسباب معقولة للاعتقاد بان موادا كيماوية قد استخدمت كأسلحة فان المفوضة السامية حذرت من المسحة المتزايدة للطائفية في الصراع السورى والتحريض على طول الخطوط الطائفية وبما بات يهدد بتقويض التعايش المتناغم طويل الامد بين جميع الطوائف في سوريا.

وطالبت بيلاى جميع الاطراف باتخاذ خطوات فورية ملموسة لكبح جماح العناصر المتطرفة سواء كانت محلية أو اجنبية والتي تقود اسفين الطائفية القاتل في سوريا.

وقالت المسئولة الاممية أن المنطقة شهدت بالفعل تكاليف ثقيلة وطويلة للطائفية الملتهبة بما في ذلك في اثنين من اقرب جيران سوريا ولاتزالا تتعافيان بعد سنوات من الصراع والدمار.

ورحبت بيلاي بعقد المؤتمر الدولى المقترح حول سوريا ( جنيف 2 ) مشيرة إلى أنه يجب أن يبدأ الطرفان مفاوضات حقيقية على عملية سلمية شاملة وواسعة النطاق من أجل التغيير.

وقالت بيلاى أن لايمكن السماح للجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بان تمر دون عقاب وجددت مطالبتها لمجلس الأمن باحالة الملف السورى إلى المحكمة الجنائية الدولية مؤكدة أن السلام في سوريا ولكى يكون مستداما عند التوصل إلى حل تفاوضى وسياسي فلابد وان تسود العدالة والمساءلة.
الجريدة الرسمية