رسائل السيسي لقادة ألمانيا وإيطاليا والنمسا والسودان والمجلس الأوروبي وسلطنة عمان
شهد الأسبوع الرئاسي الماضي نشاطا خارجيا مكثفا، حيث بعث الرئيس عبد الفتاح السيسي برقية تهنئة إلى السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، وذلك بمناسبة توليه مقاليد الحكم سلطاناً لسلطنة عمان.
وأعرب الرئيس باسمه واسم شعب وحكومة جمهورية مصر العربية عن أطيب التمنيات بالتوفيق في استكمال جهود البناء ومسيرة التنمية التي حققها السلطان قابوس بن سعيد، وأكد الرئيس متانة العلاقات الأخوية الممتدة بين البلدين وأنه يتطلع لمزيد من التعاون المُثمر القائم بينهما لصالح الشعبين الشقيقين ولخدمة قضايا الأمة العربية، متمنيًا لسلطنة عمان وشعبها كل تقدم وسلام وازدهار.
واستقبل الرئيس السيسي بقصر الاتحادية شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي.
ورحب الرئيس بشارل ميشيل في القاهرة في أول زيارة له إلى مصر عقب توليه مهام منصبه الجديد كرئيس للمجلس الأوروبي، مؤكداً مكانة الاتحاد الأوروبي في إطار السياسة الخارجية لمصر، والتي ترتكز على الاحترام والتقدير المتبادل، ليس فقط لكون الجانب الأوروبي الشريك التجاري الأول لمصر، وإنما في ضوء الروابط المتشعبة التي تجمع بين الجانبين والتحديات المشتركة التي تواجههما على ضفتي المتوسط.
وتقدم ميشيل بالشكر على حسن الاستقبال والكرم الضيافة اللذين لاقاهما في القاهرة، مثمناً في هذا الصدد العلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع الاتحاد الأوروبي بمصر، خاصةً في ظل الثقل السياسي الذي تتمتع به مصر دولياً وإقليمياً، فضلاً عن كونها محوراً للأمن والاستقرار في المنطقة التي تمر حالياً بمرحلة حرجة من الاضطراب الشديد، مما يجعلها شريكاً استراتيجياً هاماً للاتحاد الأوروبي.
وتناول اللقاء استعراض مختلف جوانب العلاقة المؤسسية بين مصر والاتحاد الأوروبي، سواء فيما يتعلق بأبعادها السياسية أو الاقتصادية والتنموية، حيث تم تأكيد الحرص على أهمية استمرار تعزيز التعاون والحوار المتبادل في هذا الخصوص لتدعيم علاقات الصداقة بينهما في ضوء المصالح والتحديات المشتركة.
وتطرق اللقاء إلى ملف التنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية الهامة؛ لا سيما تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث تم التوافق بشأن أهمية تعظيم قنوات التشاور بين الجانبين في هذا الشأن.
وتلاقت الرؤى حول ضرورة استمرار العمل على التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للقضية الليبية، بما يحافظ على المؤسسات الوطنية في ليبيا، ويصون سيادتها ووحدة أراضيها، ويحد من التدخلات الخارجية غير المشروعة، حتى يمكن استعادة الاستقرار بالمنطقة وتوفير مستقبل أفضل لشعوبها.
وأعرب رئيس المجلس الأوروبي عن التقدير لجهود مصر في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب والفكر المتطرف، مؤكداً أنها تعد نموذجا ناجحا في التعامل مع تلك التحديات، في حين أعرب الرئيس من جانبه عن تطلع مصر لتعزيز التعاون المشترك مع الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد وفقاً لمقاربة شاملة تعالج الجذور الرئيسية لتلك التحديات.
كما تطرق ميشيل إلى آفاق التعاون الثلاثي مع مصر في مجالات التنمية وصون السلم والأمن بالقارة الأفريقية، خاصةً في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.
وأشار الرئيس في هذا الصدد إلى فرص توثيق التعاون مع الاتحاد الأوروبي في أفريقيا، خاصةً في مجال إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، معربا عن استعداد مصر بما تملكه من تجارب وخبرات للانخراط مع الاتحاد الأوروبي في تنفيذ مشروعات تنموية لتعزيز قدرات الدول الأفريقية.
وتلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وتناول الاتصال التباحث بشأن الوضع في ليبيا، حيث أطلعت المستشارة ميركل الرئيس على الجهود والاتصالات الالمانية الاخيرة ذات الصلة بالملف الليبي سعياً لبلورة مسار سياسي لتسوية القضية، وفِي هذا السياق تم تبادل وجهات النظر تجاه المستجدات الأخيرة على الساحة الليبية، وتداعياتها على ليبيا والمنطقة.
وتم التوافق على أن أي مسار لحل سياسي لإنهاء الأزمة الليبية يجب أن يتم صياغته في إطار شامل يتناول كافة جوانب القضية من الناحية السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، وكذلك تقويض التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي.
واستقبل الرئيس السيسي بقصر الاتحادية جوزيبي كونتي، رئيس وزراء إيطاليا.
وأعرب الرئيس عن ترحيبه برئيس الوزراء الإيطالي في زيارته للقاهرة، مثمناً العلاقات الوثيقة التي تجمع البلدين، والاهتمام المتبادل بتطوير مجالات التعاون المشترك، ومؤكدا الأهمية التي توليها مصر لتطوير تلك العلاقات في مختلف أبعادها المتنوعة خلال المرحلة المقبلة، فضلاً عن تعزيز التنسيق والتعاون الثنائي القائم بين البلدين للتصدي للعديد من التحديات الإقليمية في منطقة المتوسط.
وأعرب رئيس الوزراء الإيطالي عن سعادته بزيارة القاهرة، مشيراً إلى ما تمثله تلك الزيارة من رسالة واضحة بمتانة العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، مؤكداً حرص الحكومة الإيطالية على ترسيخ ودفع هذه العلاقات، بالإضافة إلى استمرار التنسيق إزاء القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً في ظل الدور المحوري الذي تضطلع به مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط.
وتناول اللقاء التباحث حول الأزمة الليبية، في ضوء قرب انعقاد مؤتمر برلين الخاص بليبيا، حيث تم التوافق حول تكثيف الجهود المشتركة لدعم مساعي التسوية السياسية للوصول إلى حل شامل للقضية، على نحو يستعيد الاستقرار في ليبيا، ويدعم قدراتها ومؤسساتها الوطنية، ويحافظ على وحدة أراضيها وسيادتها، ويصون مواردها.
كما تطرق اللقاء إلى آخر التطورات المتعلقة بالتحقيقات الجارية في قضية الطالب "ريجيني"، حيث جدد الرئيس في هذا الصدد تأكيد سعي مصر للتوصل إلى الحقيقة، مؤكدا الدعم الكامل للتعاون الحالي المشترك والحثيث بين السلطات المختصة في كلٍ من مصر وإيطاليا للكشف عن ملابسات القضية.
وأجرى الرئيس السيسي اتصالاً هاتفياً مع المستشار النمساوي سيباستيان كورتز؛ حيث تقدم الرئيس بالتهنئة"كورتز" بمناسبة إعادة توليه منصب المستشار وتشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة في النمسا، متطلعًا لتعميق وتعزيز علاقات الصداقة المصرية النمساوية، ومشيدا بما بلغته تلك العلاقات من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، لا سيما على المستويين الاقتصادي والتجاري.
وأعرب المستشار النمساوي عن امتنانه لتهنئة السيد الرئيس، وتقدير بلاده للعلاقات القوية والمتميزة التي تجمعها بمصر، مؤكداً رغبة النمسا في مواصلة دفع التعاون المشترك على مختلف المستويات للتصدي للتحديات التي تواجه منطقة المتوسط، وبالنظر إلى ما تمثله مصر من أهمية في الشرق الأوسط وأفريقيا، ومشيداً في هذا الإطار بجهود مصر في مكافحة الإرهاب، وبالنموذج المصري الناجح في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية.
وتلقى الرئيس السيسي اتصالاً هاتفياً من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي في السودان.
وأكد الرئيس الروابط التاريخية الأزلية التي تجمع شعبي وادي النيل، مشيرا الي متابعته الحثيثة لكافة التطورات على الساحة السودانية، ومؤكدًا الموقف المصري الإستراتيجي الثابت الداعم لأمن واستقرار السودان وشعبه الشقيق.
من جانبه، ثمن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان التقارب الشعبي والحكومي المتأصل بين مصر والسودان، وبالجهود القائمة للارتقاء بأواصر التعاون المشترك بين البلدين، ومشيداً بالدعم المصري غير المحدود للحفاظ على سلامة واستقرار السودان.
وتناول الاتصال كذلك التباحث حول تطورات عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً مفاوضات سد النهضة والأزمة الليبية، حيث تم التوافق بين الجانبين حول استمرار التشاور المكثف والتنسيق المشترك في هذا السياق.