الفشل ونقطة التحول
خلق الله الإنسان فى كبد، وكان هناك هدف لذلك هو إعمار الأرض التى شاء الله أن يخلق عليها الحياة. خلق سيدنا آدم من طين ثم نفخ فيه من روحه فدبت فيه الحياة، وخلق حواء من ضلع آدم، ليبدأ التناسل لتغطى البشرية أنحاء الأرض، وليس ذلك فحسب إنما شق الانسان طريقه الى كواكب أخرى لاكتشاف الحياة.
لو كانت الحياة سهلة لما وصفها الله بالكبد، أى التعب و الشقاء، وهى محاولات وصعود وهبوط ونجاح وفشل وتغيير مستمر ومهارات وتعلم وخبرات متراكمة حتى يصل الإنسان إلى الحكمة.. حكمة حقيقية اكتسبها من العلم والعمل.
لا شك أن هناك من يقبل التحدى ويتغلب على كل الصعوبات التى تواجهه فى طريقه.. يجتاز كل حواجز التى تعيق تقدمه فى الطريق، وقدرة الإنسان تختلف من شخص لآخر. والفشل يأتي لأننا سلكنا طريقا خاطئا، هذا الطريق لا يوافق قدراتنا ومهاراتنا..
اقرأ أيضا : توظيف الأموال.. مخاطرة غير محسوبة
ووهنا على الشخص أن يواجه نفسه ويسألها هل سنستمر فى نفس الطريق؟ ام هل سنغيّر طريقنا إلى مسار آخر لعل الله يجعل فيه ما يوافق خبراتنا ومهاراتنا لنصل إلى ما نريد. إذا علينا أن نتعلم مهارات وخبرات تمكننا من التقدم لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
علينا أن نعتبر أن الفشل هو نقطة للوقوف قليلا للتفكر والتدبر فى الأسباب التى دفعت بِنَا السقوط، وما هى الإجراءات التى نتخذها فى المستقبل لعدم تكرار هذا الفشل، ونجد عندنا الإجابات فى أغلب الأحوال، فحينئذ نعرف أننا تعلمنا ما لم نتعلمه أثناء سنوات الدراسة.
واقرأ أيضا : قراءة في قرار المركزي برفع نسبة القروض إلى 50 %
إننا فى هذه الحياة لوقت ما وسنرحل، ولا نملك حياتنا إنما يملكها الله هو من خلقها وهو الذى يتوفاها ويتولاها. وإلى أجل مسمى نحن أمام تحدى الحياة، التحدى الذى يخلق العناد لكل صعب، وحاجز لكل من أراد بِنَا الوهن والضعف، فلنثبت اننا على هذه الأرض نستحق أن نكون خلفاء الله لنعمرها وتكتب أعمالنا الحياة لأجيال قادمة.ولنتدبر فى قوله تعالى: “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ”.
فلنسعى ولنتقدم فالمجتمعات لا تحقق تقدما الا بعزيمة جبارة صامدة قوية تواجه كل تحدى، فلنبنى بلادنا وكلنا ايمان قوى بقدراتنا ولنصنع الغد الأفضل لابنائنا من بعدنا.