رئيس التحرير
عصام كامل

تمرد تاريخي على الإخوان في تونس.. راشد الغنوشي يدفع ثمن طموحات أردوغان في المنطقة.. وخبراء: رئيس حركة النهضة يدفع الثمن

شعار جماعة الإخوان
شعار جماعة الإخوان الإرهابية

“لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها”، يبدو أن هذه الحكمة الخالدة للشاعر أبو الطيب المتنبي، أصبحت المعبر الرسمي عن الموقف الجديد لتعامل القوى السياسية مع إخوان تونس، الذين ادعوا كثيرا انفصالهم عن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، ولكن الأحداث تثبت كل يوم أن الانتماء في الدم، وخاصة بعد ضرب راشد الغنوشي بالأمن القومي التونسي عرض الحائط، واجتماعه منفردًا مع أردوغان، في توقيت شديد الخطورة والحساسية بالمنطقة، لبحث ملفات لم يعرف أحد طبيعتها حتى الآن. 

ماذا حدث؟ 

في واقعة دخيلة على الأعراف الدبلوماسية، اجتمع رئيس البرلمان التونسي، راشد الغنوشي ورئيس حركة النهضة الإخوانية، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في جلسة مغلقة، دون حضور الإعلام، أو إبلاغ السفارة التونسية في تركيا، ودون أن يستأذن رئيس الدولة، وكأنه لا يحترمه أو يؤسس لشرعية موازية، خاصة أن الدستور يضع السياسة الخارجية في يد الرئاسة دون غيرها. 

 

سر وضع عبد الناصر على قائمة أخطر أعداء الإخوان في التاريخ

الغرور الإخواني، لم يمر مرور الكرام، وسريعا اشتغلت وسائل التواصل الاجتماعي بالغضب ضد الغنوشي ودشن ساسة ونشطاء حملة شعبية للمطالبة بإعفاء رئيس حركة النهضة الإخوانية، من رئاسة البرلمان التونسي، وخاصة أنه فاشل حتى هذه اللحظة في إدارة المؤسسة التشريعية حسب قول العديد من النواب، وأكثر ما يدل على ذلك الضربة القاسية، التي تعرض لها الإخوان، برفض البرلمان حكومة الجملي التي اقترحتها حركة النهضة، لتعود المبادرة إلى رئيس البلاد قيس سعيّد الذي عليه حاليا اختيار شخصية جديدة لتشكيل الحكومة.

يجيد المراواغة وسيقدم تنازلات 

محمد دحروج، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن راشد الغنوشي، رئيس البرلمان التونسي، ورئيس حركة النهضة التونسية، يجيد المراوغة والالتفاف، ولن يكون عنده من التنازل وتقديم الاعتذارات والتنازلات مقابل الابقاء على المكاسب السياسية التي يتمتع به إخوان تونس دون غيرهم.

وأوضح دحروج، أن الغنوشي يدرك جيدا أن الرئيس التونسي قيس بن سعيد،  ليس بالقوة، التي تجعله يتخذ إجراءت ضد الغنوشي والنهضة خاصة وأن لهم دين في رقبته.

وأشار الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إلى أن قيس سعيد كان يدرك أن زيارة الغنوشي لتركيا، لن يترتب عليها مواقف أو قرارات سواء علي الصعيد الداخلي أو الخارجي، وإنما هي فانتازيا لن يجني من ورائها الأتراك والتوانسة أي مصالح مشتركة، وهذا ما سيجعل تداعيات الزيارة لاتذكر، مردفا: أغلب الظن أنها ستنتهي بسجال وتراشق بالاتهامات والمزايدات دون تاثير على حد قوله.

أما عمرو على، الباحث والمحلل السياسي، فيوضح ان سفر راشد الغنوشي، رئيس البرلمان التونسي، ورئيس حركة النهضة التونسية، إلى تركيا فجأة ودون مقدمات، كان بإيعاز من أردوغان، الذي يريد حشد الجبهة الغربية لصالحه في معركة ليبيا. 

وأوضح أن توقيت سفر الغنوشي لتركيا، وتبرير حزب النهضة بان الزيارة جائت "شخصية " لتقديم التهنئة لتركيا واردوغان على إنتاج أول سيارة تصنيع تركي، حجة واهية، مردفا: الحقيقة أنها تأتي لتباحث الغنوشي مع أردوغان، حول المسألة الليبية، وبحث كيفية تمرير القوات التركية الى طرابلس. 

وأشار المحلل السياسي، إلى أن الغنوشي المنتمي لجماعة الاخوان الإرهابية، هو أحد ادوات التنظيم الدولي، موضحا أنه سيدفع من اجل ذلك مستقبله السياسي كرئيس للبرلمان، ولكن ليس في الوقت الحالي بسبب قواعد حركة النهضة الثابتة، التي ستمنع اقالته، مضيفا: قد يكون ذلك في الانتخابات القادمة لرئاسة البرلمان، خصوصا أن حصوله على المنصب في هذه المرة كان بتوافق من أغلب الأحزاب ومن الصعب حدوث ذلك لاحقا. 

وأكد «على» أن ما يحدث تحت قبة البرلمان التونسي، من شد وجزء بين الموالين والمعارضين للإخوان، جزء منه يأتي في مجال التجاذب الحزبي، الذي انتجته نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة في تونس والتي أدت إلى عدم حصول حزب بعنيه على الأغلبية، التي تضمن له تشكيل الحكومة.

واختتم: موقف الغنوشي غير المبرر من السفر المفاجئ لتركيا، دفع الائتلافات والأحزاب مثل قلب تونس، للهجوم عليه، خاصة أن البلاد تعيش أزمة حادة من جراء التعثر في تشكيل حكومة جديدة، وربما تسفر عن حل البرلمان كله واللجوء الى اعادة الانتخابات كما ينص الدستور التونسي.  

الجريدة الرسمية