رئيس التحرير
عصام كامل

هل الناس درجات فى الآخرة سواء فى الجنة أو النار ؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الناس فى الآخرة بعد الحساب ينقسمون إلى ناس فى الجنة ينعمون بنعيمها وناس فى النار يصلون ويشقون بنارها وعذابها فهل الناس درجات فى الجنة ودرجات فى النار ؟

يجيب الدكتور مصطفى مراد الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر قائلا : من حيث العدد هى نار واحدة وجنة واحدة لكن لكل منهما درجات ومنازل، وقد جاء فى السنة ذكر الجنة بالجمع ، وليس المراد تعدد جنس الجنة وإنما الإشارة إلى عظمتها ودرجاتها وأنواعها أو إلى عظمة أجر من يدخلها ..كما فى حديث ام حارثة بن سراقة حين أتت النبى صلى الله عليه وسلم تسأله عن مصير ابنها حارثة وكان قد قتل يوم بدر فقالت :إن كان فى الجنة صبرت ، وإن غير ذلك اجتهدت عليه فى البكاء ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا أم حارثة إنها جنان فى الجنة ـــ وفى رواية أخرى إنها جنان كثيرة ـــ وان ابنك أصاب الفردوس الاعلى .

وليس معروفا على وجه التحديد عدد درجات الجنة فقيل إنها بعدد آيات القران الكريم أخذا من حديث النبى صلى الله عليه وسلم الذى قال فيه :يقال لصاحب القران اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها " . لكن فى هذا الكلام نظر لأن الحديث فى بيان منازل الحفظة وليس فى درجاتهم، وتختلف الدرجات باختلاف العاملين فى الدنيا ، كما ان هناك اعمالا اخرى يتفاضل الناس بها كالجهاد وغيره فعليه لايلزم أن يكون صاحب القران الحافظلأكمله فى أعلى درجات الجنة على الاطلاق . وما نحن على يقين منه أن أعلى درجات الجنة هى الفردوس كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة ، واعلى الجنة فوقه عرشالرحمن ومنه تفجر انهار الجنة " .

وقد وعد الله الطائعين بمنازل فى الجنة إن هم قاموا بما حثهم الله عليه من تلك الطاعات وما ذلك التفاضل بين أهل الجنة فى المنازل والدرجات إلا بسبب تفاضلهم فى أعمال الطاعات فى الدنيا ، قال تعالى :" انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللاخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا " .الإسراء 21 

ثواب العمل الصالح ودوره في تغيير حياة الناس

أما درجات النار فتختلف باختلاف كفر أهلها فى الدنيا والمنافقون فى الدرك الأسفل منها كما قال الله تعالى :"ان المنافقين فى الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا "النساء 145 ، وأخف درجاتها ما إشار إليه رسول الله فى قوله (إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان وشراكان من نار ـــ وفى رواية اخر توضع فى اخمص قدميه جمرتان ـــ يغلى منهما دماغه كما يغلى المرجل ـــ أى القدر ـــ ما يرى ان احدا اشد عذابا وانه لأهونهم عذابا ) .

الجريدة الرسمية