رئيس لجنة الشئون العربية بالبرلمان: لا ينكر الدور المصري في القضايا العربية غير جاحد .. ومصر رمانة الميزان (حوار)
ما يشهده عدد من دول المنطقة من أعمال إرهابية وفي مقدمتها مصر يؤكد دعم الرئيس التركي للإرهاب
جامعة الدول العربية تقوم بدورها على أكمل وجه ولكن المشكلة في المجتمع الدولي
الأزمة الليبية والسورية ملفات ساخنة تنتظر الحسم في 2020
لا بد من موقف عربي موحد لمجابهة التحديات
أكد أحمد رسلان، رئيس لجنة الشئون العربية في مجلس النواب، أن المنطقة العربية لديها العديد من الملفات التي تحتاج للحسم في الفترة المقبلة، قائلا: نتمنى أن تكون 2020 بداية النهاية لعدد من مشكلات المنطقة.
وأوضح في حوار خاص لـ«فيتو» أن الأزمات الليبية والسورية والعراقية والسودانية أحد أهم الملفات التي تحتاج لتدخل عاجل، لما تمثله هذه الدولة من بعد أمن قومي لمصر، وحذر رسلان خلال الحوار من الأيادي الخارجية التي تلعب في مستقبل الأمة العربية، لاسيما من الجانب التركي، لمحاولة بسط سيطرته واستعادة أمجاد الدولة العثمانية مرة أخرى، قائلا: لكن هذا لن يحدث في ظل قيادة مصرية لن تقبل بأي محاولات خارجية للسيطرة على البلدان العربية. وإلى نص الحوار..
*ما هي الملفات التي تنتظر الحسم في 2020؟
هناك العديد من الملفات العربية التي تحتاج لحسم في الفترة المقبلة، ونتمنى أن يكون 2020 نهاية للصراعات الدائرة في عدد من البلدان العربية، وفي مقدمتها الأزمة الليبية والسورية، وكذلك القضية الفلسطينية، والأوضاع في السودان، والعراق، وغيرها من الأقطار العربية التي تواجه مشكلات في الفترة الحالية، وكافة الملفات التي تعاني منها المنطقة العربية في الصراعات والخلافات، والتي تستوجب تضافر كافة الجهود ونبذ الخلاف، وتنسيق العمل المشترك للخروج من المأزق، وتفعيل الدور المحوري لجامعة الدول العربية.
*وكيف ترى الأوضاع في المنطقة العربية وتوقعات الفترة المقبلة؟
للأسف تعاني المنطقة العربية من حالة عدم الاستقرار بسبب بعض التدخلات الأجنبية التي تسعى لإثارة الأزمات، وبعض الدول تستفيد من هذه الحالة لتحقيق أهدافها.
*هل المقصود بذلك الدور التركي في المنطقة؟
بالفعل.. فما يحدث في ليبيا بسبب المطامع التركية، وأحلام رجب طيب أردوغان في عودة أمجاد الدولة العثمانية في المنطقة العربية، فضلا عن الهجوم الهمجي والبربري الذي شنته القوات المسلحة التركية على الأراضي السورية في وقت سابق، وهذه الاعتداءات تعيد البشرية إلى شريعة الغاب.
*في تفسيرك ما هي الدوافع التركية للعب هذا الدور في المنطقة العربية؟
العدوان التركي يكشف حجم الأطماع التوسعية للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لاستعادة أمجاد الماضي وهو ما حذرت منه مصر كثيراً.
*وما هي وسائل تركيا لتحقيق ذلك.. وكيف حذرت مصر منه؟
تركيا تسعى لتحقيق مخططها عن طريق التدخل في شئون الدول العربية من ناحية، ودعم الإرهاب الذي يتفشى في بعض البلدان من ناحية أخرى، فما تشهده عدد من دول المنطقة من أعمال إرهابية، وفي مقدمتها مصر، يؤكد دعم الرئيس التركي للإرهاب، وكل ذلك يتم أمام صمت دولي.
*وهل تؤثر حالة عدم الاستقرار على الأمن القومي المصري؟
أي حالة توتر تشهدها أي بقع في المنطقة العربية تؤثر على كافة الدول بما فيهم مصر، لذلك فإن مصر تقوم بدور محوري في التدخل لإنهاء حالات الصراع الدائر في المنطقة العربية، وتعمل دائما على التأكيد على رفض أي تدخلات خارجية في الشأن العربي.
*وماذا ترى الحل من وجهة نظرك لإنهاء حالة عدم الاستقرار في المنقطة؟
حل أي مشكلة مرهون بإعلاء قيمة الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات بين الأطراف المختلفة للوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف، خصوصا وأن استمرار حالة الخلاف بين أبناء الوطن يفتح الباب للطامعين من الأيادي الخارجي لمحاولة الدخول وبث السموم لتحقيق الاستفادة من حالة التنافر.
*وماذا قدمت لجنة الشئون العربية في هذا الشأن؟
لجنة الشئون العربية كانت حاضرة في كافة المشكلات التي تواجه المنطقة، وآخرها الأزمة الليبية، حبث تم دعوة عدد من الفصائل للبرلمان المصري، والعمل على تقريب وجهات النظر، وفي كافة الاجتماعات التي تشهدها اللجنة يتم فتح ملف من ملفات الدولة التي تشهد أزمات بحضور كافة الأطراف، والعمل على تقريب وجهات النظر.
*وهل يصدر عن هذه الاجتماعات أي توصيات؟
تتبلور توصيات لجنة الشئون العربية دائما في التأكيد على نبذ الخلاف وإعلاء قيمة المفاوضة والحوار ورفض أي تدخلات أجنبية في الشئون الداخلية لتلك الدول، فضلا عن دعوة الجامعة العربية للتدخل وكذلك المجتمع الدولي.
*وهل ترى هناك استجابة لبعض المؤسسات مثل جامعة الدول العربية على سبيل المثال؟
جامعة الدول العربية تقوم بدورها على أكمل وجه، وتستجيب لدعوة اللجنة ويتم عقد الاجتماعات، ولعل آخرها مناقشة الأزمة الليبية وما حدث من إرسال تركيا لمقاتلين إلى الأراضي الليبية، وهو الأمر الذي تسبب في اشتداد المعارك على مشارف العاصمة الليبية طرابلس، وتخرج منها العديد من التوصيات التي تحتاج إلى مناخ جيد للتطبيق، ولكن المشكلة في المجتمع الدولي.
*وماذا عن الموقف الرسمي المصري تجاه القضايا العربية؟
لا ينكر الدور المصري في التعامل مع القضايا العربية غير جاحد، لاسيما وأن مصر كانت ولا زالت وستظل هي رمانة الميزان في المنطقة، وهي من أوائل الدولة التي يقع على عاتقها هموم المنطقة، فالموقف المصري الرسمي في ظل القيادة السياسية الحالية واضح في رفض أي تدخل خارجي، وعدم السماح لأي قوة بالعبث بالأمن العربي، وخير دليل على ذلك ما قامت به مصر من المسارعة في التقدم بمذكرة رسمية للجامعة العربية لعقد اجتماع لمناقشة تطورات الأوضاع في ليبيا، والتي تنذر بتهديد استقرار المنطقة، وكذلك التأكيد على ضرورة توحيد الموقف العربي في هذا الشأن.
*وما هي مشكلة المجتمع الدولي؟
للأسف المجتمع الدولي يغض الطرف عن المشكلات العربية، ويكيل بمكيالين في التعامل مع قضايا المنطقة، ففي الوقت الذي يهاجم فيه مصر والبلدان العربية بحجة ملف حقوق الإنسان، يتجاهل التعديات التي تتعرض لها الدول العربية والتدخلات السافرة من بعض الدول مثل تركيا التي تسعى لإثارة البلبلة وزعزعة الاستقرار بين الأقطار العربية.