"لقاء الأديان السماوية" معرض مؤقت بمتحف الإسكندرية القومي | صور
افتتح مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف، والدكتورة ميرفت يحيى، المشرفة على متاحف الإسكندرية ورشيد، اليوم الجمعة، معرضا مؤقتا بعنوان: "لقاء الأديان السماوية على أرض الإسكندرية"، بمتحف الاسكندرية القومي، وذلك تحت رعاية الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار.
جاء ذلك بحضور: الدكتورمحمود مبروك، والدكتورعلي عمر، والدكتور أسامة عبد الوارث، والدكتورصبحي عاشور، والدكتور عبد الحميد مسعود، أعضاء لجنة سيناريو العرض المتحفي بوزارة السياحة والآثار.
ويضم المعرض مجموعة منتقاة ومميزة من التراث الديني اليهودي والمسيحي والإسلامي.
وزير السياحة والآثار يتفقد أعمال ترميم المتحف اليوناني الروماني والكنيسة المرقسية بالإسكندرية
وخلال أربع ساعات فقط، افتتح وزير السياحة والآثار مسجد أثري بالقاهرة وزار كنيسة قبطية بالإسكندرية بمناسبة أعياد عيد الميلاد المجيد، وافتتح المعبد اليهودي الأثري إلياهو هانبي بالإسكندرية، تأكيدا على رسالة التسامح الديني التي تميز مصر، العظيمة أرض التسامح و مهد الحضارات.
افتتح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، اليوم الجمعة، جامع الفتح الملكي بحي عابدين بالقاهرة بحضور الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، واللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، حيث أقيمت به شعائر صلاة الجمعة.
تفاصيل ترميم المعبد اليهودي "إلياهو هانبي" بالإسكندرية | فيديو
وأوضح المهندس وعد الله أبو العلا، رئيس قطاع المشروعات بالوزارة، أنه تم البدء في أعمال ترميم الجامع عام ٢٠١٧، بتكلفة بلغت مايقرب من 16 مليون جنيه، شملت ترميم وتنظيف التجاليد الرخامية للحوائط، وأعمال تنظيف وترميم المنبر والمحراب وكافة الأعمدة الرخامية والجرانيتية بالمسجد، والقباب والقباوات من الداخل وإنهاء الأعمال الزخرفية بها، بالإضافة إلى تركيب أجهزة النظام الصوتي، ووحدات الإضاءة الداخلية وكاميرات المراقبة.
كما تم الانتهاء من تنظيف أحجار الواجهات والمئذنة، والقباب النحاسية بالأسطح، وأعمال عزل بلاط أرضيات الأسطح، وأعمال تركيب أرضيات حجرية بالموقع العام داخل المسجد وجهة المدخل الرئيسي، واستكمال أعمال الإضاءة الخارجية.
ثم توجه وزير السياحة والآثار، إلى محافظة الإسكندرية لتفقد أعمال ترميم المتحف اليوناني الروماني الذي يجمع الآثار المصرية من العصرين اليوناني والروماني، المغلق منذ ما يقرب من ١٥ عاما، ومن والمقرر افتتاحه في ديسمبر ٢٠٢٠ بعد انتهاء مشروع تطويره، ليصبح مقصدا سياحيا وأثريا هاما بمدينة الإسكندرية.
ثم زار الكنيسة المرقسية والمعروفة باسم الكنيسة القبطية، وذلك لتقديم التهنئة للإخوان الأقباط بمدينة الإسكندرية بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
وتعد كنيسة هي أول كنيسة في مصر وأفريقيا تم إنشاؤها عام ١٩٦١م، وهي تحتفل هذا العام (٢٠٢٠) بمرور ١٥٠ عاما على إنشائها، وتعرضت الكنيسة لعمل إرهابي غاشم، الذي لن يستطيع أبدا المساس بالنسيج المصري والوحدة الوطنية وأن الوزارة ترحب بالتعاون لأية أعمال ترميم وصيانة للكنيسة.
وتوجه إلى معبد إلياهو هانبي الموجود على بعد دقائق من الكنيسة والذي بني في منتصف القرن التاسع عشر، بعد أن تنازل بابا الكنيسة في ذلك الوقت بقطعة الأرض لبناء المعبد عليه حيث كانت أرض المعبد جزءا من الكنيسة التي أهداها قداسة البابا ليهود مصر لبناء المعبد و إقامة شعائرهم.
حضر الافتتاح محافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف، الدكتور مصطفى الفقي، رئيس مكتبة الإسكندرية، وعالم الآثار الدكتور زاهي حواس، أحمد يوسف، رئيس هيئة تنشيط السياحة، ورئيس القطاع سامية سامي.
وأكد الدكتور خالد العناني، أن اليوم يعتبر يوما استثنائيا، فخلال ٤ ساعات فقط تم افتتاح مسجد الفتح الأثري في قصر عابدين، ثم توجهنا إلى محافظة الإسكندرية لزيارة المتحف الروماني واليوناني تمهيدا لافتتاحهم بعد ١٥ سنة من إغلاقه لرؤية الآثار المصرية الرائعة من العصرين الروماني واليوناني، بالإضافة إلى أننا قمنا بزيارة كنيسة القديس مرقس التي شهدت بداية المسيحية في مصر، وترجع إلى القرن الأول الميلادي، حيث هذا العام يشهد مرور ١٥٠ سنة على تأسيسها.
وقال الوزير: إننا الآن نشهد الاحتفال بافتتاح المعبد اليهودي الأثري"الياهو هانبي"الذي يبعد مسافة عشرة أمتار عن الكنيسة المرقسية، لافتا إلى أن أرض هذا المعبد كانت تابعة للكنيسة وتنازل عنها البابا آنذاك لإقامة هذا المعبد.
وأشار إلى أن هذه هي مصر التي تُمكّن الجميع من زيارة آثار متنوعة تنتمي إلى عصور عديدة، لافتا إلى أن مصر متفردة بطبقات حضارية تعكس أن مصر نسيج واحد يكمل بعضها البعض.
وأضاف أن ترميم هذا المعبد يبعث رسالة للعالم أن الحكومة المصرية تهتم بالتراث المصري الذي يعود إلى فترات متعددة تعاقبت على مصر، مشيرا إلى أنه تم افتتاح مساجد وأديرة وكنائس في كافة المحافظات المصرية، بالإضافة إلى العديد من المتاحف التي تضم آثار تنتمي لعصور مختلفة.
وأعرب الوزير عن تفاؤله بأن عام ٢٠٢٠ سيكون عام خير على قطاع السياحة والآثار في مصر، متوجها بالشكر لكافة القائمين على الانتهاء من إنجاز ترميم هذا المعبد مع مراعاة الجانب الأثري به مما يمثل تضافر النسيج الوطني الواحد.
كما وجه الشكر لكافة العاملين بوزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وشركة المقاولين العرب، ولكل من ساهم في ترميم هذا المعبد الذي يعد الأقدم على الإطلاق في مدينة الإسكندرية على ما بذلوه من جهد طوال عامين لنقف هنا اليوم معكم لنحتفي بأثر جديد ينضم بأيدينا إلى تراث الإنسانية.
وخلال كلمته أعرب الدكتور مصطفى الفقي عن اعتزازه وفخره بهذا اليوم الذي يعد يوما من أيام مصر الحقيقية التي تدرك وتؤكد على معنى وعمق العلاقات الإنسانية بين البشر، لافتا إلى مصر لا تفرق بين أبنائها باختلاف دياناتهم (مسلم ومسيحي ويهودي)
وأشار إلى أن الاحتفال اليوم بتدشين هذا المعبد الذي عكفت وزارة السياحة والآثار على ترميمه هو برهان جديد على أن مصر هي دائما بلد الحضارة والثقافة والديانات، لافتا إلى أن مصر بدأت عمليات ترميم المعابد منذ عدة سنوات وأن اليوم نعزز ذلك بافتتاح هذا الصرح القديم.
وأكد الدكتور مصطفى الفقي، أن مصر على مر العصور لم تعرف التعصب والتشدد، وأن الوحدة الوطنية في مصر تعيش الآن أزهى عصورها، وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يكرس معاني الوحدة الوطنية بمصر.
تبلغ مساحة المعبد 4200م، وهو مكون من طابقين، طابق للرجال والثاني للسيدات، ويحتوي على مكتبة مركزية قيمة، يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر من الميلاد، كما يضم صفوفًا من المقاعد الخشبية تسع 700 شخص، وصناديق من الرخام مخصصة لجمع التبرعات وعدد من المكاتب الخدمية الخاصة بالطائفة اليهودية.
وأوضح العميد هشام سمير، مساعد وزير الآثار للشؤون الهندسية، أن مشروع الترميم بدأ منذ أغسطس 2017م، وتضمنت رصد الشروخ والعناصر المعمارية والإنشائية الحرجة ووضع الخطط اللازمة لترميمها، وفك ورفع العناصر المنقولة، كما تم تقسيم محاور ترميم المعبد إلى عدة محاور تتمثل في الترميم الإنشائي والمعماري والترميم الدقيق وتنسيق الموقع العام .بتكلفة مقدارها 64 مليون جنيه، مشيرا إلى أن ٰأعمال الترميم الدقيق شملت ترميم العناصر المنقولة والثابتة مثل المقاعد الأثرية والأبواب والتجاليد الخشبية ونقل وحدات الإضاءة مثل النجف والمشاعل ومقتنيات أداء الشعائر الدينية اليهودية والزجاج المعشق بالرصاص والمشغولات النحاسية والخشبية والبلاطات من الرخام والمزايكو، والشواهد الأثرية الباقية من المعبد القديم. كما تم إعداد الدراسات التفصيلية لعرض الشواهد الأثرية لآثار المعبد القديم تحت إشراف طاقم متخصص من آثري ومهندسي المجلس الأعلى للآثار.
وعقب الانتهاء من أعمال الترميم، تم تزويد المبنى بأحدث أنظمة إنذار الحريق، وأحدث وسائل الإضاءة طبقا للمعايير العالمية التي تتناسب وطبيعة المبنى الدينية والأثرية.
ومن جانبه أشار الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية، القبطية واليهودية، أن المعبد ينسب إلى النبي إلياهو هانبي أحد أنبياء بني إسرائيل الذي عاش في القرن الثامن قبل الميلاد، يعد من أقدم وأشهر المعابد اليهودية بالإسكندرية، ويقع بشارع النبي دانيال في وسط المدينة مجاوراً للعديد من المعالم التاريخية الهامة.
وقد شيدته الجالية اليهودية سنة 1354م ، وتعرض للتدمير على يد الحملة الفرنسية، وأعيد بناؤه مرة أخرى عام 1850م في عصر والي مصر عباس حلمي الأول، كما أعيد بناء المعبد أكثر من مرة آخرها عقب الحرب العالمية الأولى، حيث تمت زيادة مساحته وتكسية الأعمدة بمادة الأسكاجولا (عجائن الرخام).