هل فشلت مفاوضات سد النهضة "الأخيرة" فعلا ؟!
كل ما نشر عن مفاوضات سد النهضة الأخيرة التي انتهت امس كان مدهشا.. اعادنا الي مواد العلوم السياسية.. فقد كانت مادة الدبلوماسية من افضل مواد العلوم السياسية التي درسناها.. كانت الدكتورة درية شفيق ـ استاذة العلوم السياسيه التي انتقلت الي جامعة حلوان اطال الله عمرهاـ تشرح المادة بشكل جيد لا يسمح بأي شرود بعيدا عن الدرس..
كان احد اهم الدروس التي تعلمناها ان لغة الدبلوماسيين غير لغة العامة.. لغة الدبلوماسي وومثلي الدول منضبطة ولكل حرف فيها معان كثيرة.. وانه مثلا عن الدخول في مفاوضات وانتهت بالفشل ليس من المناسب ولا من اللائق الخروج منها ووصفها بالفشل! الافضل هو القول انه "سيتم استكمال المفاوضات في جولة اخري" او "في وقت اخر" او "نحتاج الي مزيد من الوقت للتفاهم".. او "نأمل في تفاهم اكبر" وهكذا!
الا ان الملاحظ انه عقب كل جولة من جولات مفاوضات السد يقول اطرافها بانها فشلت! فهل هذا يليق بوصف مباحثات موضوع كبير ومهم ومعقد؟ هل يليق ذلك بمفاوضات عن موضوع "حياة او موت" بالنسبه لدول المنطقة؟ هل قال احد ان الامر يحتاج لجولة واحدة او جولتين او اكثر قليلا؟ ام ان الموضوع يستحق الصبر ويستحق الاستمرار في تحمل المفاوضات؟
اقرأ ايضا: بطل "السبت الحزين" وداعا!
كثيرون قد يقولون ان المصارحة مهمة ومطلوبة.. وهذا صحيح.. انما فشل المفوضات لا يمكن حسابه او اقراره الا بعد الجولة الاخيرة.. قبل ذلك فنحن امام تكتيكات تفاوضيه واستخدام امثل للاوراق التي يمتلكها كل طرف!
نقول ذلك لعدة اعتبارات.. اولها ان الاعلام الارهابي المتربص سيوظف اي اخبار او انباء او تصريحات لابراز اننا في "ازمة" واننا "اخطأنا منذ البداية" واننا "لا نستطيع فعل اي شئ لانقاذ البلاد والعباد" الي اخر الاتهامات الاخوانية الاردوغانية الشهيرة.. والان نمر بفترة اصعب بسبب الاحداث في ليبيا والتي يوظفونها باننا امام خطر داهم ووشيك وكارثي وبما يؤثر علي الروح المعنوية للمصريين في وقت يحتاجون اليها !
واقرأ ايضا: وحدة المصريين.. وانزعاج الاعداء
الان نقف امام خيارين.. من يثق ان بلده في ايدي مؤتمة يراقب ويتابع وهذا حقه.. ومن لا يثقون في قيادتهم وعليهم تصديق كل ما يتردد عن ضعف الموقف المصري! لا يعني كلامنا ان الموضوع هين او سهل.. لكن الثقة في قدراتنا قادرة علي اي شئ! ونثق في قدراتنا !
