اللواء محمود خلف : الرئيس أكد أن مصر دولة سلام لكننا لن نسمح لأحد بتهديد أمننا القومي أو تعكير صفو المصريين (حوار)
أي أحد يقترب من مصر يتحمل ما يحدث لأنه سيدفع ثمنا غاليا
مصر قادرة على مواجهة أطماع الديكتاتور العثمانى
أثناء حرب الاستنزاف خلال عام 69 \70 قامت الثورة الليبية، وأذاعوا بيان قيام الثورة ولم يكن المخططون للثورة يعرفون ماذا يفعلون ، فقام الرئيس جمال عبد الناصر بإرسال طاقم من الصاعقة كان هو أحد أفراده، وكان وقتها برتبة نقيب هو ومجموعة من زملائه لإنشاء مدرسة الصاعقة الليبية ، وبالفعل تولى مهمة إنشائها وكانت نواة للجيش الليبي الذي يقوده اللواء حفتر وهي التي قامت بحماية بنغازي.
فوحدة الصاعقة التي قام بإنشائها في قار يونس حررت مطار بنغازي وحقول النفط بعد قيام الثورة الليبية خلال السنوات القليلة الماضية، بعد سقوط القذافي إنه اللواء محمود خلف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، القائد السابق للحرس الجمهوري الذى تحاوره "فيتو" فى أعقاب موافقة البرلمان التركى على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا بما يشكل تهديدا للأمن القومى المصرى وللمنطقة بأكملها .
اللواء خلف قال فى الحوار لـ "فيتو": إنه فخور بأنه كان من الطاقم الذي أنشأ وحدة الصاعقة التي قامت بإرساء السلام الكامل في منطقة الشرق الليبي بالكامل.
وأكد أن مصر قادرة على مواجهة أطماع الرئيس التركي في ليبيا، مشيرا إلى أن القوات المسلحة المصرية تمتلك أسلحة ردع قوية لكل من تسول له نفسه العبث بالأمن القومي للبلاد.
"خلف" شدد على أن إيران هي التحدي الكبر في عام 2020 بسبب مشروعاتها الاستعمارية ومحاولات التمدد الشيعي في عدد من الدول العربية، مشددا على أن ملف أزمة سد النهضة من الملفات التي توليها القاهرة أهمية، خاصة وأن مصر لن تتنازل عن نقطة واحد من حقها المشروع في مياه النيل.. وإلى نص الحوار
- تبدو مصر الآن في موقف صعب وتواجه عدة تحديات فيما يتعلق بأمنها القومي.. كيف ترى ذلك؟
هناك تحديات كثيرة بالفعل تواجهها مصر، ولكنها لا ترتقي إلى مستوى العداء سواء في الجنوب في موضوع سد النهضة أو في الغرب الليبي من خلال التدخل الغربي فيها ومصر لا تحب الدخول في مشكلات ولكنها تدافع عن امنها القومي الذي يبدأ في الشرق حتى دولة إيران وفي الغرب حتى دول المغرب العربي وفي الجنوب حتى منابع نهر النيل شريان الحياة لكل المصريين.
* كيف تري التحدي الذي تواجهه مصر في الجنوب خلال 2020؟
التحدي الخاص بدولة السودان اصبح يسير في خطي جيدة الآن خصوصا وأن أوضاع السودان كدولة شقيقة تربطنا بها حدود ومصالح تاريخية سواء في الدم اوشريان المياه بدأت تستقر وشعبها بدأ يدرك أن الاستقرار والأمن أصبح ضروريا لإعادة التنمية ومحاولة استعادة كيان الدولة مرة أخرى.
وفي ملف سد النهضة المفاوضات بين مصر وإثيوبيا تسير بخطي ثابتة وهناك ارتياح بين الجانبين المصري والاثيوبي، ومصر بكل تأكيد لن تتنازل عن حصتها في نهر النيل لأنه شريان الحياة للمصريين، وفي منطقة الشرق التحدي الأكبر هو الخاص بالتواجد الإيراني في الدول العربية الشقيقة سواء سوريا أو العراق ولبنان واليمن وتدخلها السافر الذي يصل إلى حد القرصنه في البحر الأحمر مما يهدد الملاحة في قناة السويس، مصر تعي هذا جيدا ولا تترك شيئا للصدفة أبدا ونحن جاهزون لمجابهة أي أعمال عدائية تعكر صفو المصريين والرئيس السيسي أكد أكثر من مرة على الهواء مباشرة إننا دولة سلام ولكننا لن نسمح لأحد بتهديد امننا القومي أو أن يعكر حياة المصريين، فمصر لديها الإمكانيات وأي أحد يقترب يتحمل ما يحدث لأنه سيدفع ثمنا غاليا
- هل يوجد تربص خارجي بمصر الآن؟
مصر تعي جيدا التحديات التي تواجهها وتدرس توقيتاتها، فمصر لا تنتظر الحدث حتى ترد ولكنها تقرأ جيدا ما يحدث حولنا ومستعدة للرد الفوري، ولدينا من وسائل الردع ما يرقي لدعم استقرار المواطن المصري.
- لو ذهبنا إلى الحدود الغربية وما يجري في ليبيا كيف تري التحدي القادم من هذا الاتجاه؟
الحالة الليبية مقلقة خصوصا مع تدخل الغرب، وعندما نحلل الموقف فيها لابد أن ننظر أولا للخريطة الليبية ، فمساحة ليبيا ضعف مساحة مصر أي نحو 2 مليون كيلو متر مربع منها 1800 كم على البحر الأبيض المتوسط، مما يسهل التهريب ودخول السلاح والذخيرة، وهذه تعد مشكلة كبيرة في ظل التحديات التي تواجهها ونحن لدينا معها حدود مترامية ومفتوحة، مصر وحدها تقوم بحماية هذه الحدود بالرغم من أن أكبر دولة في العالم لا تستطيع حماية حدودها وحدها كما نفعل نحن ولكننا مجبورين على هذا حتى لا يخترق حدودنا أي أحد فقلة عدد السكان على المساحة الليبية تجعلها تواجه أخطارا كبيرة.
- كيف تحلل للمواطن البسيط الوضع الليبي الآن؟
ليبيا مقسمة إلى أربع مناطق 3 أرباع مع الجيش الليبي الوطني ومنطقة الميليشيات في بنغازي تم القضاء عليها بواسطة الجيش الليبي يقيادة اللواء حفتر، أما خيرات ليبيا فمقسومة نصفين الشرقي المليء بالخيرات والبترول مثل مرسي البريجه أصبح مؤمنا أما الجزء الغربي أو الربع الغربي الموجود به العاصمة الليبية طرابلس، فهو المشكلة الأكبر لتواجد العديد من الميليشيات والإخوان المسلمين وهؤلاء القتلة موجودين بين المدنيين.
فأي جيش نظامي صعب عليه حرب العصابات مثلما حدث عندنا في مصر خلال حربنا على الإرهاب وهم يرتكزون في مدينة رئيسية اسمها مصراته لها امتداد كبير على البحر المتوسط يدخل له الكثير من الإرهابيين والمرتزقة من جميع الدول، بالإضافة إلى السلاح القادم من قطر وتركيا لدعم هؤلاء الارهابيين الذي يحاربون الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء حفتر.
- وكيف تقيم الموقف التركي وسعي أردوغان إلى إرسال جنود أتراك إلى ليبيا؟
موقف أردوغان مفاجئ لكن سبقه تحركات مريبة للرئيس التركي بدأها بزيارة تونس برفقة وزير دفاعه ورئيس مخابراته، وفى وقت اعتقد البعض أنه ذاهب إلى تونس لتهنئة الرئيس الجديد قيس بن سعيد إلا أنه ذهب إلى هناك بطلب من حزب النهضة التونسي لإيصال رسالة أن تونس مؤيدة لما يقوم به في ليبيا لكن الرئاسة التونسية نفت ذلك في بيان رسمي.
- هل إرسال قوات تركية لليبيا يهدد الأمن القومي بصفة مباشرة؟
هذه القصة كبيرة جدا لأن إرسال القوات تحتاج إلى استعدادات لا تملكها الا دولتين في العالم كله روسيا وأمريكا لأن إرسال القوات المسلحة لاي دولة يتطلب استعدادات كبيرة مثل مكان تواجد القوات وكل وسائل المعيشة والتنقل والمستشفيات الميدانية والاهم من ذلك استطلاع لمسرح العمليات المنتظر ثم نقل القوات بريا أو بحريا ، وهذا غير متوفر مع تركيا إلا من خلال نقل قواتها جويا وأنا لا أعرف الإمكانيات التي يمتلكها أردوغان من طيران وكيف سينقل قواته لمسافة 1500 كم مربع، وبعد نقلها كيف سيقوم بعمل غطاء جوي لها وهو لا يمتلك حاملات طيران موجودة في البحر المتوسط، ولو تصورنا أنه قام بنقل قواته بالفعل ما الهدف الذي ارسل القوات من اجله.
فأي حرب يكون لها هدف واضح هل سيدعم الميليشيات الإخوانية الموجودة في مصراتة ؟ غير منطقي لأن القوات نظامية لا تستطيع أن تنضم إلى ميليشيات أبدا ولا يمكن أن تحارب أو تقود حربا وهي لا تعلم طبيعة الأرض أو العدو الذي تحاربه، ولو افترضنا أنه ارسل قواته بالفعل إلى مصراته الموجودة في آخر 100 كم في الحدود الغربية لليبيا ماذا يفعل في 1800كم التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر كل ما يقوم به الرئيس التركي أردوغان حماقة غير محسوبة منه واستعراض إعلامي بحت، الغرض منه توجيه الضوء عليه حتى يخرج من مأزق التحديات الداخلية التركية على رأسها سقوط إسطنبول من حزبه ، المشكلة كيف يرسل أبناء من شعبه إلى المجهول في حرب عصابات وميليشيات ويزج بجيشه النظامي في حرب لا ناقه له فيها ولا جمل بمجرد أن الإخوان طلبوا منه التواجد في ليبيا لدعم الإرهابيين الذين يدمرون الاوطان هناك.
- وكيف ترى ردود الفعل العالمية على خطوة أردوغان في ليبيا؟
الموقف العالمي ضد تحركات أردوغان المشبوهة المجتمع الدولي سيرفض تواجده في ليبيا لأنه لا يوجد سبب لهذا التواجد كما حدث في سوريا عندما قام من نفسه بإرسال قوات على الحدود السورية وقامت روسيا بوقفه مباشرة وقام الرئيس الروسي بنفسه بزيارة سوريا وأعد قواته لمجابهته، وكان الموقف الأمريكي ضده شديدا حتى وصفه ترامب بأردوغان الأحمق والغبي، بالإضافة لرفض الدول الأوروبية التي لديها مشكلات معه لهذا التصرف.
- سبق لك الخدمة ضمن صفوف الجيش المصري في ليبيا حدثنا عن تلك الفترة وتوقعاتك لرد الفعل الليبي على ممارسات أردوغان؟
من وجهة نظري ومعايشتي مع الشعب الليبي فإنه لن يقبل أي تدخل خارجي سواء من أردوغان أو من غيره، لأن طبيعة الشعب الليبي صعبة ولا يقبلون الغرباء، فهم يعملون بمبدأ أنا وأخويا على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب
- من وجهة نظرك ماذا يريد أردوغان من مصر؟
مصر أعطت أردوغان وحزب النهضة التابع للإخوان قلما لا يستطيع رده وبالنسبة لهم أردوغان هو طوق النجاة يتعلقون به بشكل غريب، ومصر لن تسمح له أو لغيره بالتواجد في ليبيا ولدينا الفرصة الدفاع عن أمننا القومي ومحاربته حتى يدفع ثمن حماقته، لأننا ندافع عن أمننا القومي على حدودنا وهذا أمر طبيعي لنا وغير منطقي له، فشعار قواتنا المسلحة المصرية القوة الغاشمة والتي لا يعرفها الكثير من فئات الشعب ، ففي البحرية تقوم القوات البحرية عند دخول أي أحد في المياه الإقليمية غير معلوم بقصفه ثم الاستعلام عن هويته وليس العكس
- هل التسليح المصري الحديث الذي امتلكه الجيش المصري خلال السنوات القليلة الماضية كاف للدفاع عن أراضينا؟
الكل كان يسأل لماذا يقوم الجيش بامتلاك هذه الأسلحة الكبيرة خصوصا حاملات الطيران والقطع البحرية الحديثة وطائرات الرافال ، الإجابة اتضحت الآن، لأن الجيش يعي جيدا حجم العدائيات المستقبلية، وأننا لابد أن يكون لدينا أسلحة ردع قادرة أن تطول أي عدو يحاول التفكير في الدخول معنا في مهاترات، وأن يدفع الثمن غاليا قبل أن يصل إلى حدودنا الخارجية سواء في البحرين الأحمر أو المتوسط أو الاقتراب من سمائنا المحرقة، وخلال الأيام القادمة ننتظر رد الفعل بعد موافقة البرلمان التركي على حماقات أردوغان بإرسال أبناء تركيا إلى حرب الميليشيات في ليبيا.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"