التضامن: استهداف القرى الأكثر تصديرا للهجرة غير الشرعية من خلال مبادرة "حياة كريمة"
اختتمت فعاليات المائدة المستديرة لمبادرة "مراكب النجاة"، التي نظمتها وزارتا الهجرة والتضامن الاجتماعي، وشارك بها الجهات والمؤسسات المعنية وكذلك أكثر من ٤٠ منظمة من المجتمع المدني ممثلين عن مختلف المحافظات، وممثلين عن منظمات دولية، لبحث سبل توفير بدائل الهجرة غير الشرعية وتدريب وتأهيل الشباب، فقد تم الاتفاق على تشكيل لجنة تنسيقية بين وزارتي الهجرة والتضامن لوضع استراتيجية موحدة لمشاركة منظمات المجتمع المدني في مبادرة "مراكب النجاة".
من جانبها، قدمت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، الشكر لممثلي منظمات المجتمع المدني الحاضرين وكافة المؤسسات والهيئات المعنية، لافتة إلى أنها زارت الفيوم نهاية ديسمبر الماضي وستقوم بزيارة محافظة البحيرة يوم ٢٠ يناير الجاري، مطالبة كافة المنظمات بإعداد تقرير شامل بكافة أفكارهم وما يستطيعون المشاركة به خلال مبادرة "مراكب النجاة" بحد أقصى يوم ١٦ يناير الجاري وتقديمها لوزارة التضامن الاجتماعي.
وأكدت السفيرة نبيلة مكرم أنه سيتم تشكيل لجنة تنسيقية لوضع استراتيجية شاملة واضحة لما قدمته منظمات المجتمع المدني للعمل به خلال فعاليات المبادرة، مشيرة إلى أن الجمعيات التي تريد المشاركة في الزيارات الميدانية بالمحافظات مُرحب بها، وقالت: "نحن لن نوعّي المواطنين فقط ولكن نريد أن نطرح عليهم بدائل وآليات، إضافة إلى أنه لا بد أن يكون هناك نماذج ناجحة عملت معها المنظمات في كل محافظة وإعداد مقرات تدريبية للإعلان عنها خلال الزيارة".
ولفتت وزيرة الهجرة إلى أن التدريب هام جدا لإعداد الشباب سواء خارج أو داخل مصر والإعلان عن فرص العمل المتاحة في مصر خلال تلك الزيارات، فوزارة الهجرة تتعاون مع كافة الوزارات المعنية خلال تلك المبادرة الوطنية، وقالت: "الهدف هو أن نتكامل سويا وتتضافر كافة الإمكانيات لتوعية المواطنين بالداخل بمخاطر الهجرة غيد الشرعية وأهمية التدريب مهنيا وحرفيا".
من جانبها، وقالت القباج إن اللقاء كان قيّما وخرج بنتائج هامة التجارب مشيرة إلى أنه تم الاتفاق على العمل داخل المحافظات الـ١١ الأكثر تضررا من الهجرة غير الشرعية مرة واحدة من خلال الجمعيات المشاركة في المائدة المستديرة وغيرها من الجمعيات العاملة على الأرض في هذه المحافظات الجمعيات ذات الخبرات.
وأكدت القباج أن المبادرة ستضم شركاء مع القطاع الخاص والمصانع في المناطق المستهدفة، والعمل على بؤر الخطر في هذه المحافظات سواء كانت قرى أو مراكز، مشيرة إلى أنه من الممكن أن يتم تغطية القرى والمراكز الأكثر تضررا من الهجرة غير الشرعية من خلال المبادرة الرئاسية "حياة كريمة".
وشددت القباج على ضرورة تنفيذ خطة عمل واضحة وبوقت محدد، وأن نضع أمام أنفسنا تحدياً أن نخرج بنتائج فعلية.
وأشارت القباج إلى ضرورة إيجاد سبل للكشف المبكر على مخاطر الهجرة وتقديم أساليب وقائية منها وعرض النماذج الناجحة الرافضة للهجرة غير الشرعية، وتقديم الدعم النفسي لمن مر بهذه التجربة.
وأكدت القباج، أنه سيتم التعاون مع منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، خلال العمل في إطار مبادرة "مراكب النجاة"، وذلك هو الهدف الأساسي في طريق تكامل الجهود لخدمة هذا الوطن، مشيرة إلى أن يوم ١٦ يناير الجاري هو موعد تسلم المقترحات من منظمات المجتمع المدني للمشاركة في المبادرة.
وأضافت القباج أنه من الضروري أن نقوم بإذكاء الروح الوطنية والتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، فلا بد أن يشعر المواطنون بهذه الروح، فضلا عن تنظيم العمالة داخل مصر وتدريبها لتكون كفاءة للخروج للعمل بالخارج.
وخلال فعاليات المائدة المستديرة، استعرض أمين عام صندوق تطوير التعليم الفني، جهود الصندوق في إنشاء مدارس فنية وتكنولوجية بالتعاون مع إيطاليا وألمانيا لتلبية متطلبات سوق العمل الخارجي، وكذلك إطلاق المبادرة الهامة "صنايعية مصر" باعتبار أن الاهتمام بالتعليم الفني والمهني آلية من آليات مكافحة الهجرة غير الشرعية، كما أوصى بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي في هذا الصدد فيما يتعلق بمراكز التدريب المهني التابعة للوزارة.
ومن جانبه، طالب رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية بضرورة وضع خطط عمل محددة وفق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وكذلك شدد على أهمية تسهيل إجراءات تنفيذ مشروعات صغيرة ومتوسطة للشباب حتى يتم تشجعيهم على العزوف عن فكرة الهجرة غير النظامية.
كما أبدى جميع ممثلي منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، المشاركين في اللقاء، استعدادهم الكامل في تحفيز الشباب على مكافحة الهجرة غير الشرعية بالمحافظات الأكثر تصديرا لها سواء على مستوى التدريب أو التأهيل والإعداد للتوظيف، كما اتفقوا على ضرورة نشر التوعية بشكل كاف في تلك المحافظات، وإعداد برامج تدريبية للشباب والأمهات والطلبة في تلك المحافظات سواء على مستوى التوعية بالمخاطر جراء تلك الظاهرة أو تعلم الحرف أو البدء في مشروعات، وتربية الأبناء على مبادئ المواطنة وترسيخ روح الانتماء في نفوسهم للوطن، وتوفير أنشطة رياضية وثقافية بالمدارس، علاوة على الاهتمام بالتعليم الفني ودعمه وتحسين الصورة الذهنية والمجتمعية عنه، كأحد دعائم خطة مكافحة الهجرة غير الشرعية.