حكم الشرع فى حمل المرأة لطفلها وهى تصلى
رزقنى الله بطفل كثير البكاء ويحتاج إلى أن أحمله باستمرار، وأوقات كثيرة اضطر إلى تأخير الصلاة بسبب بكائه حتى ينام، أو يعود زوجى من عمله فيحمله حتى انتهى من صلاتى، فهل يجوز شرعا أن حمل ابنى وأنا أصلى إذا تعلق بى أثناء الصلاة؟
يجيب عن هذا السؤال الدكتور محمد الخشت فى كتابه فقه النساء فى ضوء المذاهب الأربعة والاجتهادات الفقهية المعاصرة بالآتى: يجوز للمرأة أن تحمل الطفل سواء كان ذكرا أو أنثى وهى تصلى صلاة الفرض أو السنة لما رواه أحمد والنسائى وغيرهما: بإسناد جيد، عن أبى قتادة: أن النبى صلى الله عليه وسلم وأمامة بنت زينب ابنة النبى على رقبته، فإذا ركع وضعها، وإذا قام من سجوده أخذها فأعادها على رقبته.. فقال عامر ولم أسأله أى صلاة هى؟ فقال ابن جريح: وحدثت عن زيد بن أبى عتاب عن عمرو بن سليم: إنها صلاة الصبح.
اقرأ أيضا: حكم الشرع فى اتفاق الزوجين على عدم الإنجاب
وأخرج أحمد والحاكم وغيرهما، عن عبدالله بن شداد، عن أبيه، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى إحدى صلاة العشى (الظهر أو العصر) وهو حامل "الحسن" أو"الحسين" فتقدم النبى فوضعه، ثم كبر للصلاة، فصلى، فسجد بين ظهرى صلاته سجدة أطالها، قال: إني رفعت رأسى فإذا الصبى على ظهر رسول الله وهو ساجد، فرجعت فى سجودى، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهرى الصلاة سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك؟ قال: "كل ذلك لم يكن، ولكن ابنى ارتحلى، فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته" .
واقرأ أيضا: ما حكم الشرع فيمن يطلقون الشائعات بدعوى الانتقام والتشويه ؟
إذن يجوز حمل الطفل أثناء الصلاة، ولا فرق فى ذلك بين صلاة الفرض وصلاة النافلة، وهذا ما قال به الشافعية، لكن ذهب المالكية إلى جواز حمل الطفل فى صلاة النافلة فقط، وليس فى صلاة الفرض. والصواب هو مذهب الشافعية لأن الدليل معهم.