ما حكم الشرع فيمن يطلقون الشائعات بدعوى الانتقام والتشويه ؟
يعانى المجتمع فى وقت الازمات الكثير من المشاكل والقضايا التى تحدث نتيجة تراجع القيم والاخلاق وعدم التمسك بالدين فانتشرت امراض القلوب وعم الادمان والانحراف فى جميع المجالات وكل ذلك بسبب طغيان الماديات والتكالب على الدنيا ، وانتشار الشائعات وعدم التثبت من صحة الاخبار.
ويثار دائما تساؤل ما حكم الشرع فيمن يطلقون الشائعات بدعوى الانتقام والتشويه ؟ .. يجيب الدكتور عبدالفتاح الشيخ الرئيس الساابق لجامعة الازهر بقوله :
والشائعات من تلك القضايا التى اصبحت تهدد كيان واستقرار المجتمع ولها الكثير من الاسباب التى تكمن فى العداء الشخصى بين الناس مما يولد الغيرة والحقد وحب الانتقام مما يدفع البعض الى نشر اقاويل لا اساس لها من الصحة بقصد تشويه صورة الغير فى المجتمع، وفى هذا اعتداء على الحقوق وتسبب فى ضرر الغير سواء بقصد او بدون قصد . ايضا تظهر الشائعات نتيجة الاختلاف المذهبى والفكرى وكذلكحب الظهور وابتزاز الشرفاء والسعى للضرر بالاخرين حتى يظهر من يطلق هذه الشائعات امام الناس انه مجرد من كل العيوب ..وفى هذا قال الحق سبحانه وتعالى "واذا جاءهم أمر من الامن أوالخوف أذاعوا به ، ولو ردوه الى الرسول والى اولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا " .
وبذلك فنشر الشائعات من اكثر المخاطر والمهالك التى تصيب الفرد والمجتمع ، وتظهر الشائعات فى ظل نفوس لا تعرف معنى الايمان وقلوب لا اعرف الخوف من الله عز وجل ،لان من يطلقون الشائعات يسعون للانتقام من الابرياء والشرفاء وتشويه صورتهم فى المجتمع وامام ذويهم ، أو الحصول على منافع شخصية على حساب الاخرين دون النظر للاضرار النفسية والاجتماعية الكبيرة التى تصيب ضحايا تلك الشائعات .
ان طغيان الماديات وغياب الرحمة والشفقة من قلوب الناس والبعد عن تعاليم الدين ادى الى انتشار مرض القلوب الذى يصيب المنافقين وهذا يتضح فى قوله تعالى : "فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون " .
6 شائعات اقتصادية اجتاحت السوق المصرى في 2019
من كل هذا يجب التأكد من الاخبار التى يتناقلها الناس حتى لا نقع فى ظلم الابرياء والشرفاء ، وفى ذلك قول الله تعالى :" ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين " . كما يجب عدم ترديد الشائعات بل العمل على عدم انتشارها بل وضرورة حصارها فى اضيق الحدود درءا لمخاطرها وهذا جلى فى قوله تعالى :"ولا تقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا " .