رئيس التحرير
عصام كامل

المايسترو إسرائيلى والكورال إخوانجى!


وما تاريخ الإمبراطوريات العظمي إلا تاريخ من الانتصارات والهزائم.. حتي هزمت الروم وفارس مرات ومرات.. ومن يراجع تفاصيل ما جري للمسلمين في غزوة أحد وفيهم رسول الله، بل وما جري له هو نفسه عليه الصلاة والسلام لأدرك هول المأساة وحجم ما جري في أحد.. وفي التاريخ القريب استسلمت فرنسا العظمي بحالها وبجلال قدرها إلى الاحتلال بكاملها وليس أجزاءً منها وليس حتي أراض على أطرافها.. ومع ذلك.. بل ورغم كل ذلك.. تجددت فكرة الإمبراطوريات الفارسية والرومية بأشكال أخرى وتحررت فرنسا وعادت دولة عظمي وانتصرت الرسالة المحمدية واكتملت رسالة دين الله العظيم للبشرية، بعد أن أدي الحبيب أمانته وخطب خطبة الوداع..

والخلاصة أن الحروب عمل بشري خالص يخضع لما يخضع له البشر من قتل وقتال واستعداد وتخطيط وكر وفر وحشد وحشود وتكتيك وسلاح وغيرها وغيرها.. وبالتالي تخضع لشروط النصر والهزيمة.. وفي ذلك فالجميع يخضعون لكل الشروط السابقة..أما الاختلاف فيكون في القابلية للخضوع لمطالب عدوك والاستسلام لشروطه ولأهدافه ولمطالبه وعدم القدرة على المقاومة والوقوف من جديد للسير نحو أهدافك وأحلامك.. وفي حالة ما جري لمصر في مثل هذا اليوم في حرب 67 فقد هزمت مصر بقوة ما تعرضت له من هزيمة كاسحة كبيرة خطيرة، كانت نتاج مؤامرة كبري لوقف الصعود المصري الهائل وتقدمها ونموها الذي تم بمعجزة بكل المقاييس وفي زمن قياسي.. وأعلن الشعب المصري بعد ساعات من تأكده من تفاصيل ما جري تمسكه بقائده وثقته به وإصراره على هزيمة الهزيمة.. وانطلقت المعارك بعدها بأيام لتبدأ أشرف وأنبل حرب خاضها المصريون استمرت لألف يوم كاملة عبرت فيها قواتنا مئات المرات حققوا فيها ما حققوا من بطولات تحول بعضها إلى أفلام ومسلسلات حربيا ومخابراتيا وتحول بعضها إلى كتب ودوواين شعر وتحول بعضها إلى أساطير تحكي الآن جيلا بعد جيل ومازال المئات منها لم ير بعد!

ووسط كل ذلك.. اختار الإخوان أن يحتفلوا كل عام بذكري النكسة.. احتفالا فيه من التشفي أكثر مما فيه من أخذ العبر وقراءة التفاصيل وفهم الدروس.. احتفالا فيه من الشماتة أكثر من غيرها.. احتفالا العدو هناك في تل أبيب يلعب فيه دور المايسترو وهم الكورال.. يؤدون دور التابعين كالعادة.. وبئس التابع والمتبوع!!
الجريدة الرسمية