تفاصيل 3 جولات لمفاوضات سد النهضة تزامنا مع اجتماع اليوم فى أديس أبابا
تتابع القيادة السياسية تطورات ملف سد النهضة حيث تعقد اليوم فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وعلى مدار يومين الاجتماع الرابع لسد النهضة بحضور وزراء الموارد المائية والوفود الفنية من الدول الثلاث مصر السودان، أثيوبيا وبمشاركة البنك الدولي.
ووصل إلى العاصمة الأثيوبية الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى والوفد المشارك فى الاجتماع الرابع لمفاوضات سد النهضة الذى يعقد على اليوم الأربعاء وغدا الخميس على مستوى وزراء الرى فى الدول الثلاث مصر، السودان، إثيوبيا بمشاركة ممثلين من البنك الدولى والولايات المتحدة الأمريكية بصفتهم مراقبين للاجتماعات.
يأتى هذا الاجتماع فى إطار خارطة الطريق التى وضعها وزراء خارجية الدول الثلاث فى العاصمة الأمريكية واشنطن، فى اجتماعهم الذى عقد 9 نوفمبر الماضى، وبرعاية وزير الخزانة الأمريكية وحضور رئيس البنك الدولى، والذى يتضمن عقد 4 اجتماعات فنية يتخللها اجتماعان بالولايات المتحدة لمتابعة وتقييم سير المفاوضات الفنية، على أن يجرى التوصل لاتفاق بحلول منتصف يناير الحالى.
وتضمنت الاجتماعات عقد لقاءات ثنائية بين وزير الخزانة الأمريكى مع وزراء الخارجية والرى فى كل من مصر والسودان وإثيوبيا، أعقبها اجتماع موسع تم خلاله تناول الأطراف لوجهات نظرهم حول الخطوات اللازمة من أجل التوصل إلى اتفاق قبل 15 يناير الحالى، فى إطار السعى لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاثة للوصول إلى توافق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك فى إطار رغبة الجانب المصرى فى التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحقق التنسيق بين سد النهضة والسد العالى وأيضاً فى إطار أهمية التوافق على آلية للتشغيل التنسيقى بين السدود، وهى آلية دولية متعارف عليها فى إدارة أحواض الأنهار المشتركة، حيث أكدت مصر تمسكها بمرور 40 مليار متر مكعب من مياه النيل الأزرق سنويًا، باعتباره متوسط إيراد النيل الأزرق أثناء فترات الجفاف والجفاف الممتد، مثلما حدث خلال فترة الجفاف التى تعرض لها النيل خلال الفترة من عام 1978 إلى عام 1987.
وأوضحت وزارة الرى، أن الجانب الإثيوبى طالب بمرور 35 مليار متر مكعب سنوياً من النيل الأزرق خلال فترات الملء فقط وخلال فترات الجفاف والجفاف الممتد، مع الإشارة إلى أن النيل الأزرق يمثل أحد روافد هضبتى الحبشة والبحيرات، وهو رافد من أربعة روافد رئيسية تغذى نهر النيل.
وأكدت وزارة الموارد المائية والرى، تمسكها بالمقترح المقدم من جانبها بخصوص قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وسعيها للتوصل إلى تفاهم واتفاق مع كل من السودان وإثيوبيا بخصوص قواعد ملء وتشغيل السد وخصوصًا خلال فترات الجفاف والجفاف الممتد، والحرص على التوصل لصيغة توافقية تحقق مصلحة الدول الثلاث متمثلة فى حق إثيوبيا فى تحقيق التنمية التى تنشدها بما لا يمثل خطراً جسيمًا على مصر ويضمن تدفق المياه لها وحق الحياة.
وقدمت مصر صياغة بديلة لربط السدين "سد النهضة والسد العالى" بما يحقق مصلحة الطرفين، حيث تم تصميم مصفوفة تتضمن الثلاثة مقترحات للدول الثلاث، ويدور النقاش حولها والعمل على تقريب وجهات النظر بينها للتغلب على نقاط الخلاف.
ومن المقرر أن تجتمع الدول الثلاث فى واشنطن 15 يناير الحالى، لوضع اللمسات الأخيرة لاتفاقية بشأن ملء وتشغيل السد، وأنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول 15 يناير، فسيستندون إلى المادة 10 من إعلان المبادئ لعام 2015.
وتنص المادة 10 على أنه "تلتزم الدول الثلاث بتسوية أى نزاع ينجم عن تفسير أو تطبيق إعلان المبادئ من خلال المحادثات أو المفاوضات على أساس مبدأ حسن النية، وأنه "إذا لم تنجح الأطراف المعنية فى حل النزاع من خلال المحادثات أو المفاوضات، فيمكنهم طلب الوساطة أو إحالة الأمر إلى رؤساء دولهم أو رؤساء الوزراء".
وأبرز المعلومات عن تطورات المفاوضات:
اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وسامح شكري وزير الخارجية، والدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة حيث تناول الاجتماع تطورات مفاوضات سد النهضة، خاصةً في ظل الاستعدادات لإجراء الجولة القادمة من المفاوضات خلال الشهر الجاري بأديس أبابا.
كما اجتمع مجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ حيث تم استعراض عدد من القضايا الحيوية المتصلة بالأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، بما في ذلك المفاوضات الجارية من أجل التوصل إلى اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، حيث تم تأكيد حرص مصر على التوصل إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد على نحو يراعي مصالح الدول الثلاث بشكل متساوي ويفتح مجالات التعاون والتنمية.
كانت وفود الدول الثلاث قد استمرت فى عقد جلسات مشاوراتهم خلال جولة الخرطوم فى بحث النقاط العالقة والخاصة بقواعد الملء والتشعيل واعلنت الخرطوم فى نهاية الجولة ممثلة فى ياسر عباس رئيس الوفد السودانى وزير الرى فى المؤتمر الصحفى الذى اعقب ختام جولة مفاوضات سد النهضة ان الاجتماع الثالث للمباحثات الفنية انتهى إلى تقارب وتوافق إلى العديد من النقاط والخاصة بقواعد الملء والتشغيل كما شهدت الجلسات تقديم مقترحات للملء الأول والتشغيل السنوى من الدول الثلاث مصر والسودان واثيوبيا.
اتفق وزراء المياه بالدول الثلاث مصر والسودان واثيوبيا فى ختام اجتماعهم بالقاهرة بحضور وزراء المياه والرى المصرى الدكتور محمد عبد العاطى والسودانى ياسر عباس، والأثيوبى سيلشى بيكيلى فى الخرطوم بمشاركة ممثلى وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولى على استمرار المشاورات والمناقشات الفنية حول كافة المسائل الخلافية والخاصة بقواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبى خلال الاجتماع الفنى الرابع والاخير والمقرر عقده فى اديس ابابا خلال ساعات طبقا لخارطة الطريق الأمريكية التى وافقت عليها الدول الثلاث.
وتم التقارب فى عدد من النقاط الخلافية العالقة خلال جولة الخرطوم والوقوف على أسباب الاختلاف لمناقشتها وسبل دفع الخبراء إلى تقريب وجهات النظر فى صيغة توافقية حول تطوير قواعد وتشغيل سد النهضة الاثيوبى وتحديد تفصيلى للتعامل مع حالات الجفاف وتدابير التعامل لتخفيف آثار الجفاف الممتد التى يتعين اتخاذها لتقليل الأضرار على دولتى المصب.
ومن المقرر أن يشهد الاجتماع الفنى الاخير بأديس ابابا بحث وضع خريطة زمنية معقولة بناء على حجم فيضان النيل الأزرق المتوقع فى السنوات القادمة
كما من المقرر وضع الآلية البديلة فى حالة الجفاف والجفاف الممتد والمبادئ التوجيهية والقواعد التى يجب أن توضع بعناية وحسم لضمان الالتزام وكيفية التواصل بين الدول الثلاث فى هذه الحالة.
كما من المقرر أن يتم الاتفاق على آلية ترشيد الحجز فى فترات الجفاف والجفاف الممتد وليس فى فترات الفيضان والرخاء حيث كانت تطالب مصر بتحديد كميات المياه المحجوزة والكميات المسموح بمرورها من السد، عاماً بعام، من خلال آلية رقمية وكمية يجرى تطبيقها استناداً إلى حجم الفيضان السنوى للنيل الأزرق، على أن يكون هناك خطة زمنية واضحة لملء سد النهضة تطبق بصورة طبيعية فى سنوات الفيضان.
يذكر أنه تم عقد الاجتماع الأول في أثيوبيا خلال الفترة 15-16 نوفمبر 2019 وأيضا الاجتماع الثانى بالقاهرة خلال الفترة 2- 3 ديسمبر الماضى، بالإضافة إلى عقد اجتماع يوم 9 ديسمبر الماضى في واشنطن بحضور وزراء الموارد المائية والخارجية من الدول الثلاث بدعوة من وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشن وبحضور رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس ثم الاجتماع السابق الذى عقد بالخرطوم يومي 20-21 ديسمبر الماضي.
يشار إلى أن الاجتماعات تضمنت عقد لقاءات ثنائية بين وزير الخزانة الأمريكي مع وزراء الخارجية والري في كل من مصر والسودان وإثيوبيا أعقبها اجتماع موسع تم خلاله تناول الأطراف لوجهات نظرهم حول الخطوات اللازمة من أجل التوصل إلى اتفاق قبل 15 يناير الحالى في اطار السعى لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاثة للوصول الى توافق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك في اطار رغبة الجانب المصري في التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحقق التنسيق بين سد النهضة والسد العالى وايضا في اطار أهمية التوافق على آلية للتشغيل التنسيقي بين السدود وهى آلية دولية متعارف عليها في إدارة أحواض الأنهار المشتركة.