رئيس التحرير
عصام كامل

القادة العرب يدركون أن تهديداتهم بحرب إسرائيل مجرد كلام


لعدة عقود كان الزعماء العرب يخفون الحقائق المرة التى تعانى منها بلادهم اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا بتحويل انتباههم إلى إسرائيل، وفى النهاية كانوا يحصدون ثمار حملاتهم ضد إسرائيل، وكان أبناء شعوبهم يخرجون ليهتفوا لهم "عاش الرئيس"، وعلى مدى العامين الماضيين، وتحديدًا منذ انطلاق الربيع العربى، سعى الحكام الجدد، وتحديدًا الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، والتركى رجب طيب أردوغان، وأخيرًا الرئيس المصرى محمد مرسى فى الفيديو الذى تبادله نشطاء الفيسبوك، والذى اعتبر فيه أن اليهود هم أحفاد القردة والخنازير، إلى العودة للأيام الخوالى عبر توجيه هجومهم وانتقاداتهم إلى إسرائيل، رغم أن الحقيقة هى أنه لا علاقة بين إسرائيل وبين الوضع المزرى الاقتصادى والاجتماعى فى العالم العربى، ولا علاقة لها بالمجموعات العرقية التى تواجه جماعات عرقية أخرى أو بين صراع قبيلة وأخرى، ما يعنى أن التهديدات ضد إسرائيل هى جزء من محاولة، يائسة سخيفة تقريبا للعودة إلى الأيام الخوالى، عندما كان الملايين يصدقون هذه الأكاذيب.


فمن حين لآخر، يخرج علينا من يرى أن إسرائيل ستنتهى من الوجود، فيما يذهب آخر إلى أنها انتهت بالفعل من الوجود، بينما يتجه ثالث إلى تهديد إسرائيل بالصواريخ والتركيبة السكانية.
وهو نفس ما يجرى حاليًا على الساحة السورية، فمؤيدو بشار الأسد ومن يحاربونه، اتفقوا على أمر واحد، وهو الهجوم على إسرائيل.
ودعونا لا نخلط بين هذه التهديدات، وبين أن تكون لدى القادة العرب الجدد نية لخوض الحرب ضد إسرائيل، فهذه التهديدات لا تزيد عن كونها كلمات تخرج من اللسان دون أن يكون لها صدى على الأرض، بل ودون أن تشير، مجرد إشارة، لنية حقيقية لخوض حرب مع إسرائيل.
فالقادة الجدد يدركون جيدا قوة إسرائيل العسكرية والاقتصادية، ويدركون أن لدى إسرائيل أقوى جيش فى الشرق الأوسط، والسوق الإسرائيلى هو الأسرع نموا، وما يصدر على لسانهم من التهديد بالحرب ضد إسرائيل مجرد محاولة أخرى لاستخدام إسرائيل لتوجيه الغضب العربى إلى الخارج.
* جاى بيخور مستشرق إسرائيلى معروف بتوجهاته اليمنيية
*نقلًا عن يديعوت أحرونوت

الجريدة الرسمية