رئيس التحرير
عصام كامل

الإسراء والمعراج.. فى زمن الإخوان


ضاقت الأرض بما رحبت على الرسول الكريم، فمنحه الله منحة ربانية تجسّدت في حادثة "الإسراء والمعراج"، قال تعالى في سورة الإسراء: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا، إنه هو السميع البصير"، وفى سورة النجم: "والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى، ذو مرة فاستوى، وهو بالأفق الأعلى، ثم دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى".


جاءت تلك الرحلة المباركة تكريما للنبي صلي الله عليه وسلم وبيانا لفضله، بعد أن اجتمع عليه الأذي بعد وفاة زوجته وعمه.

كان صلي الله عليه وسلم في حاجة إلى النصرة الإلهية، ولم يكن أعظم نصرا له من صعوده إلى الملأ الأعلي، وكأن السماء تريد أن تقول للأرض: "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد".

الرحلة أكدت أن للكون خالقا يدافع عن رسله، والذين آمنوا، وأثبتت تأييدا ونصرا لدينه وشريعته على الأرض.

كانت الرحلة عنوانا للنصر وعنوانا للقرب ودليلا على أن هذا الدين لن يقف في طريقه أي عائق، حيث قال تعالي: "هو الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون".

بينت الرحلة أن الاعتماد على الله أساس النجاح في العمل، وأن الاتجاه إلى الله هو سبيل المظلومين، وهذا الاتجاه يكون بالعمل وليس بمجرد الرجاء.

ولا أكون مُبالغا.. إذا قلتُ إن ما تعرض له الرسول الكريم قبيل الإسراء والمعراج من أذى وتضييق، لا يختلف كثيرا عما ألمّ ويُلمُّ بالمصريين في زمن الدكتور محمد مرسى وجماعته، فالفقر حلّ، والظلم ساد، والظلام أطاح بالنور، والقحط انتشر، والمرض بسط سيطرته على المعدومين، والنيل يستعد للعصيان والتمرد، والكرامة تلاشت في الداخل والخارج، وبدا الإسلام غريبا، وخرج منه الناس أفواجا، وتمرد عليه آخرون، وانتشرت الفتن، ولم يعد للمصريين سبيل إلا رفع أياديهم إلى السماء، يطلبون منه النجاة، فلا منجى منه إلا إليه.

الفتنة أحكمت قبضتها على أعناق المصريين، أنفاسهم مكتومة، أرواحهم تستغيث، أفئدتهم تصرخ، فهل تستجيب السماء لهم، وتُسرّى عنهم، ويحنو الله عليهم، فـ"يضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم"، ويزيح عنهم الغمة، كما حدث مع نبيهم؟!
الجريدة الرسمية