حوار نادر لـ "البابا شنودة": رسالته الحب والخير
فى حديث أجرته مجلة الهلال الشهرية بمناسبة انتهاء سنة ميلادية عام 1980 وقدوم عيد ميلاد السيد المسيح مع البابا شنودة بابا الكرازة المرقسية وبابا الإسكندرية قال فيه: "أهنئكم جميعًا إخوتى وأحبائى بعيد الميلاد المجيد، عيد ميلاد السيد المسيح وبدء عام جديد، راجيا لكم عيدا سعيدا، وعاما مملوءا بكل خيرلكم ولمصر كلها.
أما ونحن نحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح له المجد، فقد وردت عنه في الكتاب المقدس أنه "كان يجول يصنع خيرا" ويشفي كل مرض وضعف في الشعب.. نعم لقد كان هذا هو أسلوب السيد المسيح في العمل طوال مدة رعايته على الأرض وبخاصة للمحتاجين والفقراء والمساكين والذين ليس لهم أحد يذكرهم.. كان يهتم بالفقراء والمحتاجين، وبالجياع والعطاش والعراة والمسجونين وأمثالهم، ويعتبر اهتمام الشعب بهؤلاء كأنه موجه له شخصيا".
وأوضح: “نعم كان الحب هو أسلوب السيد المسيح حتى في معاملة الخطاة.. وهنا أذكر قول أمير الشعراء أحمد شوقي (ولد الحب يوم ولد عيسى)، السيد المسيح كان أيضا رجلا شعبيا يعيش باستمرار مع الشعب، وكان معلما يعمل كثيرا في التعليم، وغالبا ما كانوا يدعونه يا معلم، أيها المعلم الصالح، ومع ذلك لم يكن له مكان للعلم بل كان يعلم أحيانا وهو جالس على الجبل، أو وهو سائر في الحقول، أو على شاطئ البحيرة.. كان بين الناس يتسم بالتواضع والبساطة وكان يعاشر فقراء الناس وليس كبار القوم، وقد ولد في بلدة فقيرة وهي بيت لحم من أم فقيرة هي القديسة العذراء مريم”.
لقد تعرض القرآن الكريم فى مواضيع كثيرة للمسيحية شارحا أنها ديانة سماوية وديانة إلهية أرسلها الله هدى للناس ورحمة على يد المسيح بن مريم، كما سجل القرآن الكريم أن للمسيحيين أجرهم عند ربهم، مؤكدا أنهم أقرب الناس مودة الى المسلمين وأنهم متواضعون لا يستكبرون، وأن شخص المسيح له فى القرآن الكريم مركز كبير، إنه كلمة الله وروح منه ولد بطريقة لم يولد بها إنسان من قبل ولا من بعد، من أم عذراء طهور لم يمسسها بشر، والإنجيل يحتل مكانة عظيمة فى القرآن الكريم الذى كان مصدقا له وداعيا الناس إلى الإيمان به، وللعذراء مريم أم المسيح مركز ممتاز فى القرآن الكريم فى بتولها وطهرها ونسكها وعبادتها وتشريف الله لها، كما ارتفعت فى نظر الإسلام تركع مع الراكعين وكانت تحيا فى وحدة وتأمل فاصطفاها على نساء العالمين.
وأضاف البابا شنودة أن القرآن الكريم يرى أن المسيحيين أهل الكتاب أو (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ) أو (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ) ، ويصفهم القرآن بالايمان وعبادة الله وعمل الخير ،يقول القرآن فى ذلك (مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114)) سورة آل عمران.
عبدالرحمن الأبنودى يكتب: كنا نرفع صليبا من الجريد
وأكد: “هم إذن من المؤمنين يعبدون الله ويسجدون لله وهم يتلون آيات الكتاب طوال الليل وهم من الصالحين، ولذلك أمر القرآن الكريم بمجادلتهم بالتى هى أحسن، وأكد قداسته أن القرآن الكريم يؤكد أن الانجيل كتاب مقدس سماوى منزل من الله، يجب على المسلم والمسيحى وكل من آمن بالله قراءته، وما أكثر الآيات القرآنية التى تدعو إلى الإيمان بالإنجيل والتوراة.