مستشفى الخارجة بالوادي الجديد خارج الخدمة.. 6 سنين تطوير والخدمة الطبية "صفر".. أنفق على تجديده 116 مليون جنيه
6 سنوات مرت حتى الآن ومستشفى الخارجة العام الوحيد بمحافظة الوادي الجديد ما زال يخضع لأعمال الصيانة والتطوير ليزيد من معاناة أهالي المحافظة الذين كانوا يأملون في مطلع عام 2014 أن يكون هذا المستشفى طوق النجاة والأمل في حل مشكلات منظومة الصحة المتدهورة منذ فترة كبيرة.
إلا أن هذا الحلم تبدد مع مرور السنوات ومع كثرة الأموال التي تم صرفها على تجديد المباني وشراء الأجهزة والفشل المستمر في تقديم الخدمة الطبية اللازمة من خلال المستشفى الوحيد بالمحافظة والذي تحولت مع مرور الوقت إلى وحدة إسعافات أولية ومحطة لتحويل المرضى إلى المستشفيات الجامعية بالمحافظات الأخرى.
تكلفة التطوير
116 مليون جنيه هو إجمالي ما تم صرفه على أعمال تطوير المستشفى على 3 مراحل في مدة قاربت 6 سنوات، حيث نفذت مرحلتين لتطوير المستشفى بدأت الأولى في عام 2014، وتكلفت 62 مليون جنيه والثانية بدأت في عام 2016 وتكلفت 22 مليون جنيه.
وهناك مرحلة ثالثة يتم تنفيذها حاليا بتكلفة 32 مليون جنيه، بهدف إضافة أقسام جديدة داخل المستشفى لرفع كفاءة المباني ودعمها بأجهزة جديدة، ولكن مع كل هذا لم تشهد منظومة الصحة بالمستشفي تحسنا ملحوظا بل دخلت منظومة الصحة في نفق مظلم جديد خاصة مع تعطل الأجهزة الحديثة التي تم شراؤها مؤخرا، وتكلفت أموالا طائلة بالإضافة إلى عدم قدرة مديرية الصحة على توفير الأطقم الطبية والتخصصات المطلوبة، بالإضافة إلى اعتماد المستشفى على القوافل الشهرية التي تستقدمها من الجامعات الحكومية والخاصة والمؤسسات والجمعيات الخيرية الكبرى.
الصيانة
خيري طليب رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالوادي الجديد أكد أن المستشفى العام الوحيد بالمحافظة يخضع لأعمال الصيانة والتطوير منذ عدة سنوات دون تحسن في مستوى الخدمة المقدمة للمرضى، مضيفا أنه في عام 2013 ومع إعلان وزارة الصحة عن خطة موسعة لتطوير المستشفى توسم الأهالي خيرا أن تكون هذه بارقة أمل لتحسين مستوى الخدمات الطبية التي كثيرا ما عانى منها أبناء المحافظة.
مضيفا أن أعمال التطوير طالت مدتها عاما بعد الآخر وبدأت الشكاوى المستمرة من المرضى تزداد بسبب نقص الكوادر الطبية وتعطل الأجهزة الحديثة التي تم تدعيم المستشفى بها، وأضاف أن المستشفى يعانى من نقص في أكثر من 13 تخصصا طبيا لم يتم توفيرها حتى الآن، وهذه التخصصات الطبية مهمة للغاية وتشمل جراحة العيون والقرنية، العصبية والنفسية، العناية الفائقة، والحروق، التغذية، والعمود الفقري، والسكر، وسكر الأطفال، وجراحة الفكين، الجهاز الهضمي والكبد، والأوعية الدموية، والأورام، المخ والأعصاب.
الأجهزة الطبية
بالإضافة إلى أن المجلس تلقى أكثر من شكوى من تعطل الأجهزة الطبية التي تم شراؤها بملايين الجنيهات ولا يوجد لها بديل أبرزها جهاز الأشعة المقطعية الذي يخدم مئات المرضى يوميا والذي تعطل أكثر من مرة، أيضا التعطل المتكرر للمصعد الوحيد بالمستشفى، والذي يخدم غرف العمليات والعناية المركزة، مضيفا أن الأهالي يقومون بإنزال المرضى بعد خروجهم من غرف العمليات عن طريق حملهم على السلالم وهم في حالة خطرة، بالإضافة إلى تعطل جهاز التكييف المركزي أكثر من مرة.
كما أن هناك العديد من الأجهزة الطبية الحديثة تم شراؤها وتخريدها بالمستشفى لعدم تدريب العاملين عليها أو تعطلها وعدم صيانتها لعدم وجود فنين تم تدريبهم على صيانتها.
وأضاف طليب أن المستشفى يعانى أيضا من نقص حاد في المستلزمات الطبية والأدوية والتي يضطر المرضى في أقسام الطوارئ والاستقبال لشرائها من الخارج، مشيرا إلى أن العام الحالى فقط شهد استقالة 4 مديرين من المستشفى بعضهم لم يكمل شهرا في مهام عمله، وذلك بسبب تفاقم المشكلات وتراكمها وعدم القدرة على حلها لذلك أصبح منصب مدير مستشفى الخارجة العام عبئا ثقيلا على أي طبيب في الوادي الجديد يرفضه بمجرد تكليفه به.
كما أنه على الرغم من أعمال التطوير التي تكلفت الملايين ولم تنته بعد ما زال المستشفى يعتمد على القوافل الشهرية لسد العجز في التخصصات الطبية، كما أن المرضى فقدوا الثقة في المستشفى وفى الكوادر الطبية الموجودة بها بسبب كثر المشكلات والأخطاء المتكررة التي قد تكلف المريض حياته ويضطرون حاليا للسفر إلى المستشفيات في الأخرى في المحافظات المجاورة متحملين في ذلك المصاريف ومشقة السفر.
اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد أكد من جانبه أن المحافظة تسعى لحل مشكلات قطاع الصحة، نظرا لأنها من الملفات المهمة بالمحافظة، مشيرا إلى أنه يجرى حاليا استكمال المرحلة الثالثة من مستشفى الخارجة العام، بالإضافة إلى إنشاء مستشفى جديد بواحة الداخلة، واستكمال تطوير مستشفى الفرافرة، وسيتم إنشاء مستشفى جديد لخدمة واحة باريس.
كما أن المحافظة ستشهد خلال العام المقبل افتتاح كلية للطب بالتزامن مع الانتهاء من تطوير مستشفى الخارجة العام، وسيتم من خلال كلية الطب توفير الكوادر الطبية اللازمة للمحافظة وسيتم تحويل مستشفى الخارجة العام إلى مستشفى تعليمي تشرف عليها الجامعة بالتنسيق مع وزارة الصحة.
وأوضح الزملوط أن المحافظة تقوم خلال هذه الفترة بوضع حلول مؤقتة لحين الانتهاء من تطوير مستشفى الخارجة العام بالكامل مضيفا أن هذه الحلول تتضمن توفير الكوادر الطبية غير الموجودة لتوقيع الكشف الطبي وإجراء العمليات المجانية للمواطنين عن طريق التنسيق مع القوات المسلحة والجامعات الحكومية والخاصة والمستشفيات الكبرى لدعم المحافظة بالقوافل الطبية وتوفير الرعاية الصحية المتكاملة.
نقلًا عن العدد الورقي...