رئيس التحرير
عصام كامل

حكم طهارة الكلاب؟.. تعرف على أقوال الفقهاء

الكلاب
الكلاب

يعتبر باب تربية الكلاب وأحكامة أحد أكثر الموضوعات التى اختلف بها الفقهاء وتكثر فيها الأسئلة، ومن الأسئلة التى ترد في هذا الباب هو "هل الكلب طاهر أم لا، وما حكم تطهير الإناء الذي ولغ فيه الكلب، وماكيفيته"؟.

ومن جانبها أوضحت دار الإفتاء أن الفقهاء اختلفوا فى حكم طاهرة الكلب الي ثلاثة مذاهب، حيث ذهب الحنفية أن الكلب طاهر ما عدا لعابه وبوله وعرقه وسائر رطوباته، فهذه الأشياء نجسة، حيث  جاء في "الدر المختار" للعلامة الحصكفي "وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ الْكَلْبُ بِنَجِسِ الْعَيْنِ عِنْدَ الْإِمَامِ وَعَلَيْهِ الْفَتْوَى"، قال العلامة ابن عابدين في "حاشيته عليه": "قَوْلُهُ لَيْسَ الْكَلْبُ بِنَجِسِ الْعَيْنِ" بَلْ نَجَاسَتُهُ بِنَجَاسَةِ لَحْمِهِ وَدَمِهِ.

حكم تطهير الإناء الذي ولغ فيه الكلب وما كيفيته

والرأي الثاني للمالكية الذين ذهبوا إلي أن الكلب طاهر العين وكذا سائر رطوباته، جاء في "المدونة" "قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ وَقَالَ مَالِكٌ: لَا بَأْسَ بِلُعَابِ الْكَلْبِ يُصِيبُ الثَّوْبَ، وَقَالَهُ رَبِيعَةُ. وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: لَا بَأْسَ إذَا اُضْطُرِرْتَ إلَى سُؤْرِ الْكَلْبِ أَنْ يُتَوَضَّأَ بِهِ، وَقَالَ مَالِكٌ: يُؤْكَلُ صَيْدُهُ؛ فَكَيْفَ يُكْرَهُ لُعَابُهُ؟".

أما مذهب الشافعية والحنابلة أن الكلب نجس العين، قال الإمام النووي في "المجموع""مَذْهَبُنَا أَنَّ الْكِلَابَ كُلَّهَا نَجِسَةٌ؛ الْمُعَلَّمُ وَغَيْرُهُ، الصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ"، حيث قال العلامة البهوتي في "كشاف القناع" "وَسُؤْرُ الْحَيَوَانِ النَّجِسِ" كَالْكَلْبِ وَالْبَغْلِ وَالْحِمَارِ عَلَى الْقَوْلِ بِنَجَاسَتِهِمَا نَجِسٌ أَمَّا الشَّرَابُ فَلِأَنَّهُ مَائِعٌ لَاقَى النَّجَاسَةَ، وَأَمَّا الطَّعَامُ فَلِنَجَاسَةِ رِيقِهَا الْمُلَاقِي لَهُ"

وأوضحت الدار أن يستنج من ذلك أن  طهارة الكلب ونجاسته محل اختلاف بين الفقهاء، ولا حرج على من احتاج إلى التعامل مع الكلب في أن يقلد مذهب المالكية القائل بطهارة الكلب وأن ملامسته لا تنجس، إذ من المقرر شرعًا أنه "من ابتلي بشيء من المختلف فيه فله أن يقلد من أجاز"، وذلك رفعًا للحرج عن الناس فيما عمَّت به البلوى.  

الجريدة الرسمية