أمريكا وخطة اليابان في إيران!
كانت الدكتورة درية شفيق أستاذة العلوم السياسية تشرح لنا عددا من القضايا الدولية الشهيرة التي حدثت، وينبغي معرفتها ودراستها وتحليلها خصوصا بعد مرور سنوات طويلة عليها، إحداها تتعلق باحتلال الطلبة الإيرانيين للسفارة الأمريكية بطهران عقب الثورة الإيرانية والذي استمر أكثر من عام كامل، والثاني الهجوم الياباني علي ميناء "بيرل هاربر" وتحطيم الأسطول الأمريكي..
بعد أن روت الدكتورة قصة المعركة قالت: أغلب الخبراء يؤكدون أن امريكا كانت علي علم بالهجوم الياباني وتحملت الخسائر الكبيرة، لكنها كانت تحتاج لمبرر قوي للخروج للعالم كقوة عظمي والاشتراك في الحرب العالمية!
وبالفعل أي تأمل لما جري بعدها ـ بعد بيرل هاربورـ يدرك أن أمريكا برزت كقوة عظمي بعد حسمها للحرب العالمية الثانية بالهجوم النووي علي اليابان، وتحملت من أجل ذلك تحطيم أسطولها وفقد 150 طائرة وأكثر من ألفين وثلاثمائة قتيل واكثر من ألف ومائتي جريح !
اقرأ أيضا : عقيلة صالح يتحرك اخيرا!
الهدف من استدعاء القصة القول إن هناك خسائر يتحملها طرف من الأطراف متعمدا من أجل تحقيق أهداف تاريخية أخري.. ولكن ما علاقة ذلك بأزمة اغتيال قاسم سليماني؟ نقول : القرار في الدول الكبري يصدر بعد دراسته من عدة مراكز وجهات أول ما تدرسه هو أثر القرار ورد فعله.. وبالتالي فالولايات المتحدة علي وعي برد فعل إيران الغاضب العاصف لكنها فيما يبدو تنتظره ليكون مبررا ولحرب مدمرة ضد إيران!
ضرب إيران يبدو انه عربون استمرار ترامب في البيت الأبيض وإغلاق ملف عزله من الكونجرس الذي تهيمن عليه بالكامل المنظمات الصهيونية! وقصة تحريك المظاهرات ضد ترامب عقب فوزه ومطالب إعادة الفرز كتبناها عدة مرات وكيف أنه تم بعدها الهيمنة علي ترامب، وانتهي بقرار نقل السفارة الأمريكية إلي القدس والاعتراف بضم إسرائيل للجولان العربية السورية! ولم ينجز المطلب الثالث وهو ضرب إيران!
إيران أثبتت قدرات كبيرة في الحرب الإلكترونية وتأكدت أمريكا من ذلك عمليا بإرسالها للطائرة من دون طيار "جلوبال هوك" في يونيو من العام الماضي ، وهي طائرة شديدة التطور وتزيد تكلفتها على مائتي مليون دولار، مع ذلك أسقطتها إيران!
واقرأ أيضا: عن الفتنة مع الصين
كما تمتلك إيران مخزونا كبيرا من الصواريخ ممتدة منصاته علي الأرض الإيرانية وربما موجودة في دول أخري بما يعني استحالة ضربها بهجمات جوية او صاروخية، بينما يمتلك حزب الله أكثر من 80 الف صاروخ ستذهب كلها فوق إسرائيل ان اتسعت الحرب.. وبالتالي يمكن لأمريكا استغلال ذلك وتوجيه ضربة استراتيجية صاعقة لإيران قد تستخدم فيها النووي من جديد حتي لو كانت قنبلة محدودة! لكن الثمن لابد وأن يكون فادحا علي أمريكا وإسرائيل وغيرهما!
إيران استفزت أمريكا بالمناورات مع الصين وروسيا، وأي أزمة في البترول لن تؤثر علي الولايات المتحدة، وإنما علي حلفائها، وهي فرصة لتجدد أمريكا زعامتها عند حلفائها! في كل الأحوال، عند الأيام القادمة الإجابة علي كل شيء، ربما تحمل قدرا مختلفا للمنطقة كلها أو للعالم كله!